تونس -تونس اليوم
أثارت ملابس لمعلمين في بعض المدارس التونسية جدلا حقوقيا داخل تونس، عقب إصدار رابطة حقوقية بيانا بخصوصها.
فقد نشرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بيانا بعنوان "لا للتطرف الداعشي" استنكرت فيه ما قالت إنه "ضرب أسس الدولة المدنية في انتهاك متعمد للدستور والقوانين التونسية".
وبحسب البيان فقد زار وفد من الرابطة مدرستي المزاهدة والشواشين من معتمدية شربان واستمع لشهادات مواطنين وتلاميذ، وتبيّن له تعمّد بعض المدرسين "ضرب أسس الدولة المدنية في انتهاك متعمد للدستور والقوانين التونسية".
وحول دلائل هذا الضرب لأسس الدولة المدنية قال البيان: هناك عدد من الممارسات تم رصدها، منها ظهور المدرسين بـ"لباس أفغاني"، ومنها كذلك الفصل بين التلاميذ الذكور والإناث، والصلاة داخل القسم أثناء ساعات التدريس، ومنها أيضا عدم التقيّد بمناهج وزارة التربية، ومنع تعليق الصور التعليمية وتحريم مشاهدتها.
واعتبرت الرابطة أن في هذه الممارسات "سعيًا لدمغجة عقول التلاميذ من خلال حشوها بأفكار متطرفة غريبة عن ثقافتنا، وأنها تعكس استخفافًا من المشرفين على تلك المدارس بهذه التجاوزات وتراخيهم في إعلام سلطة الإشراف".
ورفض البيان ما وصفه بـ "محاولات توظيف المدرسة العمومية واختراقها لنشر الأفكار الداعشية المتطرفة".
وطالبت المنظمة الحقوقية السلطة بفتح تحقيق إداري وجدي في كل تلك الانتهاكات الخطيرة لحقوق الأطفال وللدستور والقوانين التونسية.
وعقب إصدار هذا البيان ووفقا لموقع "ألترا تونس" علقت وزارة التربية التونسية بأنها كلفت لجنة بالتحقيق والتحري، بخصوص ما تم تداوله حول وضعية بعض المؤسسات التربوية، وخاصة فيما يتعلق بلباس المعلمين، الذي وصفته بـ"غير المألوف"، مؤكدة أنه سيتم تحميل المسؤولية لكل من يثبت ارتكابه لأية تجاوزات مهما كانت طبيعتها أو درجتها.
وقد نتج عن التحقيق تأكيد رسمي بأن "جميع التقارير المتعلقة بالمدرستين المذكورتين سابقًا أثبتت عدم وجود فصل بين الإناث والذكور لتلاميذ المدرستين".
وأضاف أنه حضر تحية العلم في إحدى المدرستين ولم يلاحظ فصلاً بين الجنسين بل تباعدًا جسديًا بسبب إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا ومن ذلك إفراد كل تلميذ بطاولة للدرس.
وشدد أنه هناك التزام ببرنامج التعليم المقرر من الوزارة كما نفى آداء الصلاة داخل القسم.
أما عن لباس المعلمين الذين انتشرت صورهما في مواقع التواصل الاجتماعي وهو اللباس الذي وصف بالأفغاني، أكدت لجنة التحقيق أن المعلمين سيوقعان التزامًا يتعهدان من خلاله بارتداء "لباس مدني"، وفق توصيفه، موضحًا أنهما التزما بذلك شفويًا وغيرا اللباس الذي ظهرا به في الصور على منصات التواصل.
وأوضح أن المعلمين المعنيين تتراوح سنوات مباشرتهم لمهنة التعليم بين 8 و28 سنة ومن بينهم معلم حاز على الجائزة الوطنية في الإبداع البيداغوجي في مادة الفرنسية سنة 2020، وخضعا خلال سنوات العمل إلى متابعة بيداغوجية وكل التقارير تؤكد كفاءتهم وعدم خروجهم عن المناهج التعليمية.
قد يهمك أيضا:
وزارة التربية التونسية تقرر اعتماد المعدل السنوي في مادة التربية البدنية
إحصاء 2300 مسكن لفائدة أعوان وزارة التربية التونسية في كامل جهات البلاد