يؤثر التعليم ما قبل المدرسي "إيجابًا" على خلفيات الأطفال ويعزز نجاحهم الأكاديمي بمقدار مرتين عن غيرهم ممن لم يحصلوا عيه.

جاءت تلك النتائج خلال دراسة أجرتها جامعة أكسفورد بتمويل قسم التعليم في الحكومة، ووجدت الدراسة أيضًا أن الأطفال الذين ذهبوا إلى الحضانة  كانوا أكثر احتمالاً في الحصول على 4 درجات أو أكثر في مستويات AS-levels أو 3 درجات أو أكثر في مستويات A-levels، ما يشير إلى دور التعليم قبل المدرسي في الطريق إلى الجامعة مقارنة بهؤلاء الذين لم يحصلون على البداية التعليمية ذاتها.

ويعرف التعليم قبل المدرسي بـ"الحضانة" وهي مؤسسات تعليمية توفر التعليم المبكر للأطفال دون سن الخامسة قبل بداية المرحلة الابتدائية.

وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يمارسون بعض الأنشطة المحفزة في المنزل مثل الغناء واللعب بالأرقام والحروب والقراءة وتعلم الأبجدية وزيارة المكتبة دون سن الخامسة، يكونون أكثر عرضة عن غيرهم للحصول على درجات A-level.

وتعتبر هذ الدراسة الأحدث في إطار مشروع فعالية التعليم قبل المدرسي EPPSE الذي أطلق العام 1997، وتتبع المشروع 3000 طفل من عمر 3 أعوام لتحديد العوامل التي تساعد على التنبؤ بالنجاح الأكاديمي للطفل، لاسيما الآثار المترتبة على التعليم قبل المدرسي والبيئة المنزلية للطفل في الأعوام المبكرة.

وأضافت الباحث الرئيسي في قسم التعليم في أكسفورد، باميلا سامونز: كشفت نتائجنا أن مرحلة ما قبل المدرسة تعزز من فرص نجاح الطفل في المدرسة، ويعتبر هذا الأمر مهمًا؛ لأن الحصول على درجات AS و A-levels شرط أساسي للتسجيل في معظم دورات الجامعات.

وتشير الدراسة إلى أن البيئة التعليمية المنزلية للطفل دون سن الخامسة تعني الكثير بالنسبة لنجاحه الأكاديمي، وللأسف لا يحصل كل الأطفال على نفس الدعم من آبائهم، وتثبت النتائج أن الاستثمار في رياض الأطفال يؤتي بثماره ويفيد بشكل خاص الأطفال من الخلفيات الفقيرة.

وبيّنت أستاذ علم النفس التربوي في جامعة أكسفورد، كاثي سيلفا، والتي عملت على هذا البحث، بقولها: نعتقد أن التعليم عالي الجودة في وقت مبكر يجعل الطفل متعلمًا بشكل أكثر فعالية وليس فقط جيدًا في الأرقام والحروف.

وجاءت هذه النتائج بعد مطالبة إحدى مجموعات الضغط المحافظة "برايت بلو" بحرمان الوالدين من إعانة الطفل حال عدم إرسال أبنائهم إلى مرحلة التعليم قبل المدرسي من سن 3 أعوام.

وأوضحت المجموعة أن مقترحها يهدف لضمان تلقي الأطفال المحرومين التعليم قبل المدرسي لإعدادهم إلى المدرسة، ومثلما كانت الحكومة تخطط لسحب إعانة الطفل من الوالدين عندما يتغيب الطفل عن المدرسة فإنه ينبغي تطبيق نفس الأمر إذا لم يوفر الوالدان الفرصة للتعليم قبل المدرسي لأبنائهم.

وضاعف الوزراء فترة التعليم قبل المدرسي المجاني إلى 30 ساعة أسبوعيًّا، وكشف مسح أجرى العام الماضي بواسطة جمعية خيرية للأطفال أن الكثير من المراكز التعليمية لرياض الأطفال تواجه الإغلاق بسبب تخفيض الموازنة بمقدار 830 مليون إسترليني كانت تنفق عليهم خلال الأعوام الثلاثة منذ 2011 حتى 2012.