بغداد ـ نجلاء الطائي
دعا وكيل وزير السياحة والآثار العراقية قيس رشيد، الولايات المتحدة الأميركية إلى مساندة بغداد بشكل جدي في إعادة الأرشيف اليهودي إليها بعد إكمال أعمال الصيانة، مؤكدًا خروج الأرشيف من العراق إلى واشنطن باتفاق خاص لا يمثل الدولة.
وأوضح رشيد في مقابلة مع "العرب اليوم" أنَّ العراق يدعو الولايات المتحدة إلى الوقوف بجانبه لاستعادة "الأرشيف اليهودي" العراقي بعد إكمال صيانته، مبيّنًا أن الأرشيف يضم عددا هائلا من النفائس والصور والمستندات والوثائق ليهود العراق وتاريخهم ووثائقهم التي لم يحافظ عليها النظام العراقي السابق عندما وضعها بشكل "مزرٍ" تتعرض للتلف وتغمرها المياه.
وبيَّن أنَّ القوات الأميركية وهي تبحث عن أسلحة الدمار الشامل وجدتها صدفة في مركز المخابرات العراقية في القبو تحت الأرض تغمرها المياه، مما جعل القوات تنقلها إلى واشنطن حيث عمل الأرشيف الوطني في الولايات المتحدة الأميركية على إعادة ترميمها وصيانتها وحفظها.
وكشف رشيد، عن تسلم المتحف العراقي لـ1193 قطعة أثرية، وتوثيق 498 موقعا أثريا و 106 مبانٍ تراثية، في حين رفع ما يقارب 21 تجاوز عن المواقع الأثرية.
وأضاف إنَّ الحملة التي أطلقتها الوزارة تزامنت مع حملة منظمة "اليونسكو" في العاصمة بغداد، حيث حملت عنوان "متحدون من اجل التراث"، كاشفا عن انطلاق حملة ثالثة في مدينة بون الألمانية بعنوان "التحالف العالمي" لحماية الآثار والتراث العراقي.
وأوضح وكيل وزير السياحة لشؤون الآثار إن الحملة الوطنية تمت بالتنسيق مع خبراء ومختصين بالآثار وبإسناد من لجنة السياحة والآثار النيابية لاسترداد الآثار المسروقة والحفاظ على ما تبقى من حضارة الرافدين، مؤكدًا أنَّ ثقافة الوعي بين شرائح المجتمع العراقي ساهمت بشكل كبير في استرداد عدد من الآثار المسروقة، مشيرا إلى افتتاح عدد من المتاحف والدور التراثية في بغداد والمحافظات.
وبخصوص ملف الأهوار، قال رشيد، إنَّ "ملف الأهوار تم تقديمه إلى اليونسكو لإدراجها على لائحة التراث العالمي"، لافتا إلى أن الدولة العراقية منذ تأسيسها وإلى الآن لم تسجل سوى أربعة مواقع أثرية فقط.
واستعرض رشيد المواقع العراقية التي تم ترشيحها ضمن لائحة التراث العالمي منها: اور، اريدو، الوركاء، اهوار الحويزة، الاهوار الوسطى والحمار الشرقي والغربي، مبينا أن موقع "الوركاء" تضمن "مسارات" السياح ومشاريع تخص حالة "الصون" والحفاظ ومدى تلبيتها للمعاير الدولية للتراث العالمي، داعيًا "اليونسكو" إلى زيادة الخبراء الدوليين للعراق لغرض تقييم المواقع ميدانيًا.
وأشار إلى تسلم الآثار العراقية 483 قطعة أثرية استولت عليها القوات الأميركية في غارة شنتها على أحد مقرات التنظيمات المتطرفة، وتم استرجاعها إلى المتحف الوطني، مؤكد إنشاء معرض خاص لتلك القطع الأثرية المستردة في مبنى المتحف العراقي.
وشدَّد رشيد على متابعة ورصد وملاحقة جميع الآثار التي تتاجر بها التنظيمات المتطرفة، واستردادها في أسرع وقت ممكن، لافتا إلى أنَّ القطع الأثرية تم استرجاعها من قبل السفارة الأميركية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية.