تعرفي على علاج السمنة في كتاب جديد
واشنطن ـ رولا عيسى
ستشعرين بالرضا و لن تجدي نفسك مضطرة للومها على الإطلاق بعد قراءة الكتاب الجديد الذي ألفه أستاذ طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا روبرت لستنج، بخاصة إذا كنت تشعرين بأن مقاس خصرك ازداد قياسًا أو قياسين
بعد عطلة أعياد الميلاد بعد تناول الكثير من الأطعمة الدسمة والمأكولات الشهية، وآن الأوان لتوجيه اللوم لنفسك على كل وجبة استمتعت بها أثناء عطلة العيد، فهذا هو ما يحدث في هذا الوقت من كل عام، ولكنه لن يحدث هذا العام عندما تقرأين هذا الكتاب ستكتشفين أنك غير ملومة في زيادة الوزن التي تتعرضين لها على الإطلاق حتى مع بحثك المستمر عن الأطعمة الشهية واستمرارك في التهام كل ما تصادفينه أمامك من طعام، فإن هذا السلوك لا يكون بالضرورة دليلاً على الضعف حيث ترجع الشراهة لأسباب ذات صلة بمشكلات هرمونية وأن تناول السكريات يزيد من تلك الشراهة.
هذا و أشار لستنج إلى أن هناك هرمونات تلعب دور ترمومتر الشهية في الجسم فكلما زادت كميتها في الجسم، كلما زادت شهية الإنسان وإقباله على تناول المزيد من الطعام، وأهم هذه الهرمونات "اللبتين والجريلين"، وكان العلماء من قبل يعتقدون أن نقص "اللبتين" هو السبب في زيادة الوزن، بل والإصابة بالسمنة المفرطة، إلا أن الكتاب الجديد أشار إلى الأمر ليس كذلك حيث ثبت أنه كلما زادت درجة السمنة، كلما كان هناك المزيد من "اللبتين" في الجسم، وهو ما يشير إلى أن المسألة ليست في كمية هذا الهرمون في الجسم، بل في درجة مقاومة الجسم له حيث أن هذا الهرمون هو المسؤول عن إعطاء إشارة للمخ بأن الإنسان وصل إلى حالة الشبع عندما يبدأ الجسم في إفرازه ويبدأ الهرمون نفسه في العمل على وقف الإحساس بلذة تناول الطعام.
ومن أكثر ما يتعرض له الهرمون من عقبات تعيقه عن القيام بعمله تناول السكريات حيث تستمر في تحفيز الشهية استنادًا إلى ما تقوم به من خداع المخ الذي يعطي تعليماته للإنسان بتناول المزيد من السكريات والدهن التي تتسم بقدرتها الفائقة على تخزين الطاقة داخل الجسم ومن ثم يستمر الإنسان بعد تناول السكريات في الإقبال على تناول المزيد من الطعام والاحتفاظ بشهية مفتوحة طوال الوقت.
كما تسهم هرمونات الجوع بنصيب في تعطيل هرمون "اللبتين" المسؤول عن توفير الإحساس بالشبع والتوقف عن تناول الطعام، وهي الهرمونات التي يعززها تناول السكريات التي تجعل الجسم أكثر مقاومةً "للبتين" المسئول عن وقف الإحساس بالجوع.
وربط لستنج بين نشاط الأنسولين في الجسم ونشاط هرمون "اللبتين" حيث من المعروف أن اعتياد الجسم على تناول المواد المحلاة بالسكر والحلويات بصفة عامة يساعد على إحداث مقاومة للأنسولين حيث تعمل الخلايا التي تفرزه على أكمل وجه وبالفعل وينتج عن نشاطها الكميات الكافية من الأنسولين اللازمة للجسم، إلا أن الجسم يكون مقاومة ضد هذه الإفرازات ليكون الأنسولين عند اعتياد تناول السكريات عديم الفائدة. وأضاف مؤلف الكتاب أن مقاومة الأنسولين تولد مقاومة للبتين الذي يسبب توقف الإحساس بالجوع.
بهذا الصدد، ثبت أن ما يقرب من 1.5 مليون حالة من حالات السمنة تنتجت في الأساس لأسباب ذات صلة بمقاومة "الإنسولين" بما في ذلك نسبة كبيرة من المصابين بالسمنة الذين يتناولون جرعات من "الإنسولين" العلاجي.
و بصفة عامة، خلص لستنج إلى عدد من أسباب الإصابة بالسمنة منها على سبيل المثال مقاومة اللبتين، وهو الهرمون المسؤول على الإحساس بالشبع، وأضاف إليها جاستين أسباب عضوية من بينها تلف مركز التحكم في مستويات الطاقة في المخ حيث يستمر المخ في إرسال إشارات الحاجة إلى تخزين المزيد من الطعام الذي يرى المخ أنه قادر على توفير الطاقة التي يحتاجها.
ورأى مؤلف الكتاب أيضًا أن تناول الحلويات والسكريات يؤدي إلى مقاومة للأنسولين التي بدورها تؤدي إلى مقاومة لللبتين مما يؤدي إلى استمرار إحساس الإنسان بالجوع والإقبال على تناول الطعام بشراهة.