لندن ـ كاتيا حداد
تمكن مجموعة من العلماء البريطانيين من تطوير دواء جديد لعلاج الصداع النصفي والذي يعطي الأمل للكثير من المصابين الذين يعانون حالات مزمنة منه. ويعتمد الدواء على نوع من الأجسام المضادة، توقف إشارات الألم التي تنشط أثناء الصداع. ويؤثر الصداع النصفي على واحد من كل سبعة أشخاص، الذين يجبرون على تجربة كل شيء بداية من الاستلقاء في غرفة مظلمة لساعات حتى تناول المسكنات. ويصيب الصداع النصفي 8 ملايين شخص في بريطانيا، أغلبهم من النساء، ويعاني نصف مليون منهم نوبات بشكل شبه يومي.
خفض عدد النوبات إلى النصف:
ووجدت الأبحاث أن الدواء الذي يمنع إشارات الألم في الدماغ يمكن أن يقلل بشكل كبير من عدد نوبات الصداع النصفي، حيث أنه بعد ثلاثة أشهر، وأظهرت الاختبارات أن أخذ جرعة شهرية من الدواء الذي يسمى "erenumab" لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى خفض أيام المعاناة من الصداع النصفي إلى النصف، لدى ثلث المرضى تقريبا. وسبق لمن شاركوا في الاختبار أن جربوا دواءين أو 4 أدوية للسيطرة على المرض، لكنهم لم يحققوا نتائج إيجابية.
انجازًا كبيرًا:
وقال الدكتور مارك توم ، كبير العلماء في شركة الأدوية نوفارتيس في بريطانيا، "لم يكن هناك تقدم حقيقي في علاج الصداع النصفي على مدار العشرين عامًا الماضية، ونحن فخورون بأن نكون قد حققنا انجازا حقيقيا".
فعالية الدواء:
تم اختبار الدواء، الذي تم إدارته باستخدام جهاز حقن ذاتي مماثل لتلك المستخدمة من قبل مرضى السكري ، على المرضى الذين فشلوا في الاستجابة لما يصل إلى أربعة علاجات أخرى. وقال المشرف الرئيسي على الدراسة الدكتور أووي رويتر ، من جامعة شارتي-برلين الطبية في ألمانيا: "قمنا باختيار الأشخاص في دراستنا من الأكثر صعوبة في العلاج ، فلم يستجيبوا لأربعة انواع من العلاجات الوقائية الأخرى".
وأضاف "وجدت دراستنا أن الدواء قلص متوسط عدد حالات الصداع النصفي الشهرية بنسبة تزيد عن 50 في المائة لحوالي ثلث المشاركين في الدراسة."هذا الانخفاض في وتيرة الصداع يمكن أن يحسن إلى حد كبير حياة الشخص". وتابع الدكتور توم: "لم يكن هناك تقدم حقيقي في علاج الصداع النصفي خلال العشرين عامًا الماضية ، ونحن فخورون بأن نكتسب أرضية جديدة في علم الأعصاب لملايين البشر في بريطانيا الذين يعيشون مع الأعراض المؤلمة والمزعجة للصداع النصفي".
ويرى برندان دافيس، وهو مختص في علم الأعصاب ومستشار لدى جامعة "نورث ميدلاندس"، إن الدواء بارقة أمل جديدة لمن يعتقدون أنه لم يعد ثمة دواء قادر على تخفيف آلامهم. وأوضح أن 246 من المصابين بالصداع النصفي، تلقوا جرعة من الدواء بمقدار 140 ميليغراما، على مدى 12 أسبوعا، وفي نهاية المطاف، لاحظ 30.3 في المائة من المرضى تراجع النوبات التي تصيبهم بواقع النصف تقريبا.
وفضلا عن ذلك، استطاع متناولو الدواء أن يقوموا بأنشطتهم اليومية، على نحو أفضل، ومن المرجح أن يجري طرحه في الأسواق بعد الموافقة عليه بشكل نهائي. ويتسبب الاضطراب العصبي للصداع النصفي الذي يتراوح في شدته من المعتدل إلى القوي، في أعراض أخرى تشمل الغثيان وحساسية الضوء. ويمكن أن تستمر الالام من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام.
في حين يضطر معظم المصابين بالصداع النصفي إلى الاعتماد على مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية أو أدوية تسمى التريبتان التي تضيق الأوعية الدموية في الدماغ ، فإن الدراسة الأخيرة أعطت 246 من المصابين بالصداع النصفي 140 ملغ من حقنة إرينوماب مرة واحدة في الشهر لمدة ثلاثة أشهر وقد انخفض عدد مرات الشعور بالألم بشكل كبير. ويتم تسويق إرينوماب من قبل شركة الأدوية العالمية نوفارتس ، والتي ساعدت في تمويل الدراسة ، ولم يتم ترخيصه بعد للاستخدام في بريطانيا