لندن ـ ماريا طبراني
كشفت بحوث جديدة أن فيتامين "د"، يمكن أن يُستخدم قريبًا لعلاج فيروسات الجهاز التنفسي القاتلة، مؤكدة أن كبار السن الذين يحصلون على جرعات عالية من أشعة الشمس وفيتامين د، أقل عرضة للإصابة بمرض في الرئة. ويعدّ الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، والأنفلونزا، من أسباب ارتفاع معدلات الوفيات بين كبار السن، نظرًا لضعف الجهاز المناعي لديهم.
ويعتقد الخبراء أن فيتامين "د"، يساعد على تعزيز خط الدفاع الأول مع التقدم في السن، لمنع التهابات الجهاز التنفسي الحادة. وأشاد العلماء بالنتائج، مؤكدين أنها تساعد في خفض حالات هذه الأمراض، التي تعتبر قاتلة، وخاصة عند البالغين الذين يحصلون على رعاية منزلية.
وأكد قائد فريق الباحثين أديت غيندي، من جامعة ولاية كولورادو، أن هذا الاكتشاف يحتمل أن يكون منقذًا للحياة. وأضاف أن هناك القليل جدًا في جعبة الطبيب لمحاربة الالتهابات، فالمضادات الحيوية في كثير من الأحيان، لا تعمل ضد الفيروسات، لأن العدوى البكتيرية لديها آليات نمو مختلفة. ويعتقد أن المضادات الحيوية التي توصف لعلاج الالتهابات الفيروسية يمكن أن تسهم في مقاومة المضادات الحيوية بشكل متنامي.
وأشارت التقديرات إلى أن صعود الجراثيم المقاومة للعقاقير، ستسبب ما يصل إلى عشرة ملايين حالة وفاة سنويًا، بحلول عام 2050. ولكن فيتامين د يبدو قادرًا على منع هذه العدوى. وفحص الباحثون تأثير المواد الغذائية على التهابات الجهاز التنفسي، في 107 مريض، ممن يحصلون على التمريض المنزلي بمتوسط عمر يناهز 84 عامًا. ومن بين هؤلاء، 55 تلقوا جرعات عالية من فيتامين (د)، في حين أعطي للآخرين جرعات أقل من ذلك بكثير، وتم متابعة كل منهم على مدى 12 شهرًا.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي تلقت جرعات أعلى، شهدت انخفاض بنسبة 40 في المائة في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة. وهم يعتقدون أن نتائجهم يمكن أن تساعد في منع العدوى، ومضاعفات مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن. وأضاف غيندي "بعد دراسة هؤلاء المرضى لمدة عام، وجدنا انخفاض 40 في المائة في أمراض الجهاز التنفسي الحاد، بين أولئك الذين تناولوا جرعات عالية من فيتامين د، فهو يمكن أن يحسن من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى، لأنه يعزز خط الدفاع الأول في الجهاز المناعي".
وأوضح أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث، لتأكيد الصلة بين فيتامين د، وانخفاض فرصة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. ويأتي ذلك بعد دراسة وجدت الأسبوع الماضي، أن النساء اللائي لديهن مستويات عالية من فيتامين "د"، أكثر عرضة للعيش بعد الإصابة بسرطان الثدي.