لندن - كاتيا حداد
كشفت أبحاث بريطانية حديثة العلاقة بين التغذية والإصابة بالأمراض القاتلة، في تقرير مقتبس من كتاب "How Not To Die" للدكتور مايكل غريجر والطبيبة جين استون. وقال غريجر في كتابه: "ماذا لو قلت لك أن هناك حلا سحريا يمكن أن يحسن بشكل كبير من صحتك ويعمل على إطالة عمرك؟ وماذا لو قلت لك انه حلا رخيصا ومتاحا بسهولة وبدون آثار جانبية منهكة.. حيث تم اختياره بدقة وعناية من قبل الأطباء بما فيهم أحد العلماء الحاصلين على جائزة نوبل والذي صدق على مدى فاعليته أغلب الأطباء في العالم".
وأضاف "لقد كرست حياتي المهنية كطبيب في بعض المؤسسات الطبية الكبرى في أميركا لدراسة الروابط القائمة على الأدلة بين المرض والتغذية - والآن توصلت إلى فاعلية اتباع نظام غذائي في التغلب على الأمراض القاتلة". حيث يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 90 في المائة، ويقلل من احتمال الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 80 في المائة، ويخفض فرصتك في الإصابة بالسكتة الدماغية إلى النصف، ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام بأكثر من الثلث.
وبمساعدة فريق من الباحثين والمتطوعين في العام الماضي توصل الدكتور مايكل غريجر للقيام بنشر 24،000 ورقة بحثية حول هذا الموضوع. وكانت النتائج مذهلة . وكثير من الناس يفترضون أن الأمراض التي تقتلنا تعود مسبقا إلى جيناتنا، ولكن في الواقع، بالنسبة لمعظمنا، عادة ما تمثل جيناتنا ما يتراوح بين 10 و 20 في المائة فقط من المخاطر اما 80 إلى 90 في المائة من المخاطر فتشكلها أنماط حياتنا. ووفقا لدراسة "Global Burden of Disease"- الدراسة الأكثر شمولا لعوامل خطر الأمراض حتى الآن فإن السبب رقم واحد للوفاة والعجز في العالم هو النظام الغذائي غير الصحي.
وفي تحليل لأساليب حياة 35000 شخص بالغ في بريطانيا، تم تقيم وجباتهم الغذائية من صفر إلى خمسة لمعرفة ما إذا كانوا قد استوفوا الحد الأدنى من الأهداف الصحية التي تشمل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة وقد سجل حوالي 1 في المائة من الأشخاص أربعة من اصل خمسة في درجة اتباعهم الأهداف الصحية.
وأضاف الدكتور مايكل غريجر: "لقد عملت لسنوات لتحديد مزيج مثالي من الأطعمة والمواد الغذائية لتحقيق أقصى قدر من الحماية ضد الأمراض، وتمكنت من الوصول إلى وصفة غذائية بسيطة (Daily Dozen)- يمكن لأي شخص اتباعها للحد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض القاتلة".وقد تم صقلها بخبرة ومعايير دقيقة لتأخذ بعين الاعتبار أحدث النتائج العلمية، وتحقيق أقصى قدر من الفوائد من أهم العناصر الصحية.
قد يساعد النظام الغذائي القائم على النبات في منع أو علاج أو حتى التغلب على كل من الأسباب الرئيسية للوفاة في بريطانيا، أمراض القلب والخرف ومرض الزهايمر والسكتة الدماغية. ولماذا يعد اتباع نظام غذائي من النباتات أكثر فاعلية في التغلب على الأمراض القاتلة من غيره؟ يقول الدكتور غريجر: "دعونا نتحدث أكثر عن الشيخوخة - والبحوث الحائزة على جائزة نوبل التي تستند على النظام الغذائي القائم على النباتات".."في كل خلية من خلايا الجسم توجد فروع صغيرة من الحمض النووي ملفوفة في الكروموسومات وعلى طرف كل كروموسوم هناك قبعة صغيرة تسمى تيلومير، التي توقف الحمض النووي الخاص بك من التفكك والتمزق - مثل طرف من البلاستيك في نهاية الحذاء الخاص بك ، ومع تقدمك في السن، يبدأ التيلومير في التقشير - عندما يزول تماما، يمكن لخلاياك أن تموت".
وبعض الناس يحبون التفكير في التيلوميرات على أنها "صمامات" الحياة : يمكن أن يبدأوا في التقصير بمجرد ولادتك - وعندما ينتهوا، فتكون انت ايضا انتهيت. فماذا عليك أن تفعل إذا كنت ترغب في منع هذا الغطاء من الموت؟ اولا يرتبط تدخين السجائر بثلاثة أضعاف معدل فقدان التيلومير، وبالتالي فإن الخطوة الأولى واضحة.
كما أن الطعام الذي تتناوله كل يوم قد يكون له أيضا تأثير على مدى السرعة التي تفقدهم، وقد ارتبط تناول الفواكه والخضروات وغيرها من الأطعمة الغنية بالأكسدة بزيادة اعمار التيلوميرات الواقية. وعلى النقيض من ذلك، فإن استهلاك الحبوب المكررة والمشروبات الغازية واللحوم (بما في ذلك الأسماك) ومنتجات الألبان مرتبط بتقليل التيلوميرات. وماذا لو اتبعت حمية تتألف فقط من الأطعمة النباتية وتجنب الأطعمة المصنعة والحيوانية - يمكن أن تباطأ الشيخوخة ؟وقد تم اكتشاف الجواب من قبل الباحث الرائد الدكتور دين أورنيش والدكتورة إليزابيث بلاكبيرن، التي منحت جائزة نوبل في الطب لعام 2009 لاكتشافها التيلوميرات - وهو إنزيم تم العثور عليه للمساعدة في إصلاح التيلوميرات.
وأثبت الدكتور أورنيش والدكتورة بلاكبيرن أن ثلاثة أشهر فقط من اتباع نظام غذائي كامل من النباتات، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، يمكن أن يعزز بشكل ملحوظ التيلوميرات .وقال الدكتور غريجر عن الحمية الغذائية " DAILY DOZEN" التي ينصح باتباعها، انها وصفة طبية كرس حياته لدراستها لمكافحة الامراض من خلال تناول النباتات.
وأن تكون بصحة جيدة، وتحمي نفسك ضد المرض وتسعي للعيش لفترة أطول لا يعني أنه لا يمكنك أبدا تناول شريحة لحم مرة أخرى، ولكن يعني أن تقلل من ذلك في المناسبات الخاصة ومن خيارات الطعام التي تقوم بها يوما بعد يوم. عندما تتناول شريحة لحم ينصح بمرافقة ذلك بالقرنبيط الذي ثبت أنه يساعد في القضاء على الآثار المسببة للسرطان من اللحوم وايضا التوت أو غيرها من الفاكهة إلى جانب الحلوى.
وتشير الأدلة إلى أن النظام الغذائي الأكثر صحة هو الذي يقلل من تناول اللحوم والبيض والألبان والأطعمة الجاهزة، ويعظم استهلاك الفواكه والخضراوات والبقوليات (الفاصولياء والبازلاء المقسمة والحمص والعدس) والحبوب الكاملة ، والمكسرات والبذور، والفطر والأعشاب والتوابل. وتلك هي الخيارات الأكثر صحة، وهذه الرسالة تشكل أساس الحمية الغذائية " DAILY DOZEN" .