عدسة جديدة تصحح الإبصار
لندن ـ ماريا طبراني
كُشف النقاب عن عدسة لاصقة تحسن الإبصار وتساعد على الاستغناء عن نظارة القراءة في منتصف العمر، وتعمل هذه العدسة بالطريقة نفسها التي تعمل بها أقواس تقويم الأسنان، حيث تغير هذه العدسة
شكل العين بهدف تحسين القدرة على الإبصار، من دون اللجوء إلى ارتداء النظارات أو إجراء الجراحات.
وتعمل هذه العدسات على إحداث نوع من الضغط الخفيف على العين، لتحولها إلى الشكل الذي تكون عليه العين التي تتمتع برؤية جيدة.
وتتميز هذه العدسات بأن الحالة ترتديها أثناء النوم مما يساعد على التخلص من النظارات التي يتم ارتداؤها لتصحيح الإبصار اللازم للقراءة، كما يعطي ارتداؤها أثناء النوم ميزة أخرى لمرتديها هي حصول العين أثناء النهار على القدر اللازم من الأكسجين.
جدير بالذكر أن مرحلة منتصف العمر قد تشهد مشكلات في الإبصار حال النظر إلى الأشياء القريبة، وهو ما يطلق عليه طبيًا بروسبيوبيا.
وقد يحتاج الإنسان في هذه المرحلة العمرية حال خضوعه لتلك المعاناة إبعاد النص المكتوب عن عينيه قدر الإمكان، أو ارتداء نظارات القراءة حتى يتسنى له قراءة ما تحتويه قائمة الطعام أو الجريدة أو غيرها من المطبوعات.
لذلك تم ابتكار زوج من العدسات اللاصقة التي تعمل على الضغط على العين وتغيير شكلها تدريجًا، لتصل إلى الشكل الذي تبدو عليه العين السليمة صحيحة الإبصار، وهي عدسات يتم ارتداؤها أثناء النوم لتصحيح الإبصار.
كان هذا الابتكار نتيجة لجهود فريق بحثي أسترالي في جامعة نيو ساوذ ويلز، وهو الفريق الذي وضع يده على المشكلة التي يسببها مرض بروسبيوبيا، مشكلات الإبصار الناتجة عن التقدم في السن، وهو أن القرنية، الجزء الشفاف الأمامي في العين المسؤول عن دخول الضوء إليها، في ذلك الوقت تفقد قدرًا كبيرًا من المرونة اللازمة للحصول على رؤية، وهو القدر الذي تستهدف العدسات اللاصقة الجديدة استعادته لتصحيح الإبصار.
ويعتمد العلاج بالعدسات اللاصقة الجديدة على ارتداء العدسة اللاصقة العلاجية في عين واحدة أثناء النوم كل ليلة لمدة أسبوع حتى يتم تصحيح الإبصار، ولا يتم التعامل مع العين الأخرى بأي نوع من العلاج حيث لا يتطلب الأمر ذلك، وحتى يتم الحفاظ على المسافة الطبيعية بين العينين والنصوص المطبوعة.
وكانت نتئاج العلاج بالعدسة اللاصقة مباشرة وفورية، حيث ثبت أن هناك تحسنًا من أول يوم استخدمت فيه العدسة، واستمر التحسن في الزيادة كل يوم من أيام ارتداء العدسة أثناء النوم.
كما أثبت الفحص اللاحق على استخدام العدسة العلاجية الجديدة أن تغيرًا ملحوظًا في شكل القرنية قد حدث بالفعل. مع أن إحدى العينين تُركت من دون علاج، تم تصحيح الإبصار بنجاح، وتمكن الخاضعون للعلاج الجديد من القراءة من على بعد مناسب ومن مسافة طبيعية جدًا.