الموسيقار الراحل عمار الشريعي
القاهرة ـ سمية إبراهيم
توفي الموسيقار المصري الكبير، عمار الشريعي، الجمعة، عن عمر ناهز 64 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض القلب، استلزم إيداعه غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات القاهرة، وتلقى الوسط الفني الخبر بمزيد من الدهشة والصدمة، بعد انتهاء مسيرة الموسيقار
الذي قدم للفن المصري أعمالا لا تُنسى.
وقال المطرب مدحت صالح: "فقدت أستاذي وصديق العمر الذي طالما جمعتني به أفضل الأعمال على مدار سنوات عملي في المجال الفني، وقد فقدناه ونحن في أمس الحاجة إليه الآن، لما تمر به البلاد من أزمة".
فيما لم تسطع الفنانة منى عبد الغني أن تمنع دموعها وهي تتحدث عن الراحل، وقالت "فقدت أبي وصاحب الفضل في تكوين شخصيتي، فهو صاحب الفضل في تقديمي للجمهور من خلال فريق الأصدقاء في الثمانينات، مع المطربين علاء عبد الخالق وحنان".
فيما نعى الموسيقار عمر خيرت زميله الشريعي، قائلا: "فقدنا قامة فنية عظيمة لن تتكرر، فعمار لم يكن موسيقارا عاديا، إنما حالة فنية على مر السنوات، وقد نشأت بيننا صداقة قوية استمرت لأكثر من 20 عاماً، استمتعت فيها بجلساته"، مؤكدا "أننا خسرنا قيمة إنسانية كانت تحمل الحب للجميع وتحظى باحترام الجميع".
وكذلك نعاه رئيس حزب الحرية والعدالة، محمد سعد الكتاتني، وكتب عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "أنعي إلى الشعب المصري الفنان عمار الشريعي، أسأل الله له المغفرة والرحمة وﻷهله الصبر والسلوان"، وأضاف الكتاتني "ﻻ يمكن أن ننسى له مواقفه الوطنية في مساندة ثورة 25 يناير".
يذكر أن عمار الشريعي ولد في العام 1948، في مدينة سمالوط، محافظة المنيا، حيث حصل علي ليسانس الآداب قسم لغة الإنكليزية جامعة عين شمس في العام 1970، ثم التحق بعدها بمدرسة هادلي سكول الأميركية لتعليم المكفوفين بالمراسلة والتي درس فيها الموسيقي.
وأعاد الشريعي توزيع العديد من أغاني عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش، ثم كوّن فرقة الأصدقاء، ولحّن عددا من الأوبريتات الوطنية والدينية، مثل "الليلة المحمدية"، و"فوازير رمضان"، كما يعتبر أشهر من لحن مقدمات المسلسلات الدرامية مثل "الأيام"، و"دموع في عيون وقحة"، و"رأفت الهجان"، و"بابا عبده"، و"عصفور النار"، و"العائلة"، و"أرابيسك"، فضلا عن وضع الموسيقى التصويرية لأكثر من 50 فيلما سينمائيا منها "الشك يا حبيبي"، و"البريء"، و"البداية"، و"حب في الزنزانة"، و"أرجوك أعطني هذا الدواء"، و"أيام في الحلال"، و"آه يا بلد"، و"كتيبة الإعدام"، و"حليم".
قدم للاذاعة برنامج "غواص في بحر النغم " لمدة كبيرة، ثم أعاد تقديمه من خلال قناة دريم الفضائية تحت اسم "سهرة شريعي"، وقد حصل الشريعي على العديد من الجوائز منها: "جائزة مهرجان فالنسيا، إسبانيا، عام 1986"، و"جائزة مهرجان فيفييه، سويسرا، عام 1989"، و"وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 1992"، و"وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية".
تزوج من الإعلامية ميرفت القفاص عام 1998، وانجب منها ابنه الوحيد مراد.
وكانت نقابة المهن الموسيقية قد أرسلت طلبا إلى الرئاسة المصرية تطلب منها علاج الموسيقار الراحل على نفقة الدولة، وهو ما تعهدت به الحكومة، لكنها لم تلتزم بعهدها، ولم يتحدد حتى الآن ميعاد الجنازة وكذلك موعد تلقي العزاء.