صورة ذاتية لفريدا كاهلو مع القرود في عام 1943

كانت فريدا كاهول تبلغ من العمر 18 عاما عندما تحطمت بها الحافلة التي كانت تستقلها في مدينة مكسيكو، وأدى ذلك الى كسر في عمودها الفقري وحوضها وعظمة الترقوة وضلوعها وتركها الانفجار تنزف وعارية، وتناثر على جسدها في تلك الحادثة مسحوق ذهبي كان يحمله راكب اخر، وأشارت في احدى المرات " كان هذا أول حادث خطير أتعرض له وكان الحادث الاخر لقائي بدييغو."    

وقابلت فريدا دييغو ريفيرا بعد ثلاث سنوات فقط من الحادث، وبالرغم من انه كان أكبر منها بعقدين من الزمن الا انها وقعت في حبه على الفور، ويذكر معرض الفنون في نيو ساوث ويلز بكلا الحادثين من حياة فريدا كاهلو ودييغو ريفيرا مع حياة من الالم النفسي والجسدي، ولكنها الحياة التي شكلت فن كاهلو موفرة للوحاتها ضراوة الهوس التي رسخت مكانتها كرمز مكسيكي، ويعتبر المعرض صغير الحجم جمعه جاك وناتاشا غليمان، ولكنه مهم لأسباب أن كلا الفنانين لم يشرفا شواطئ استرالي بأي طريقة على مدى السنوات العشرة الماضية، فلا يوجد متحف استرالي يمتلك أي من قطع كاهلو أو ريفيرا، وبيع في الأسبوع الأول من العمر 33 عمل يمتد بين التصوير الذاتي والروسمات ورسائل كاهلو ولوحات ريفيرا وأكثر من 50 صورة للزوج والتي رسمت أو كتبت بين عامي 1911 و الخمسينات.

ورسم دييغو لوحة " ذهني" في عام 1940 بعد أن تطلق من كاهول وانهاها في عام 1943 بعد أن تزوجا مرة أخرى، لتبدو فيها مغازلة دييغو أكثر وضوحا لها، وتظهر اللوحة كاهلو بشفاه حمراء وحاجبين مقوسين بعناية وشعرها الأسود تحت هالة من الزهور الوردية مع صورة دييغو مطبوع على جبينها وترتدي الزي التقليدي والذي يبدو مثل بيت العنكبوت، وذكرت مرة في احدى مذكراتها تصف دييغو " انه زوجي وصديقي وأمي وأبي وأبني والكون كله"، وكشفت القطع التاليه اكثر من ذلك بقليل، فواحدة من الصور تعود لشقيقتها الصغرى كريستينا والتي خانها دييغو معها، وحتى أن كاهلو المخنثة حظيت بعلاقات عديدة مع رجال ونساء أخرين غير زوجها.

وجمع المعرض ناتاشا غليمان المهاجرة من شرق أوروبا الى المكسيك مع زوجها القوي جاك، الذين وضعا معا أهم قطع الفن المكسيكي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتعكس صورة ريفيرا التي رسمت عام 11943 زوجة المجتمع الانيقة المتسكعة على كرسي وهي الصورة المعكوسة لكاهلو وتتردي فيها ثوب كريمي طويل مفتوح عند الركبة فيما حاجبها مشذبان بعناية وزنابق كالا تتجمع وراث ظهرها، وتعتبر أكثر اللوحات شهرة تلك التي رسمتها كاهلو لنفسها وقد رسمت حوالي 150 واحدة في حياتها من بينها 65 لوحة كانت لنفسها، وهذا يتضمن صورتها مع القرود والتي تتشبث برقبتها وعلى صدرها، وأكثر الرسومات اللافتة للنظر في المعرض صورة الاجهاض لعام 1932 والتي رسمتها بعد أن فقدت جملها، وتظهر ركبة كاهلو مربوطة بالحبل السري للجنين الذكر الضخم بينما تتساقط منها قطرات الدم من احدى قدميه والدموع من عينيها.

وتكشف أيضا صورها بالأبيض والأسود وهي على سرير المستشفى مع كلبها الصغير، وصورة اخرى لها وهي ميتة في نعشها وقد ماتت عن عمر يناهز 47 عاما، ويضم المعرض أيضا ثلاث أفلام صامته حول كاهلو، الاول مع ليون تروتسكي الذي حظى بعلاقة معها، والأخر يظهرها وهي بتبسم وتقبل زوجها، وتعرف كاهلو في المكسيك باسم بطلة من الالم، وبالنسبة لمن يعرفون علمها فهذا المعرض صغير الا انه ويسلط الضوء على موهبتها وهي فرصة لرؤية أعمالها وفهم حياتها المأساوية، ويقول عنها كاتب سيرتها الذاتية هايدن هيريرا " لوحاتها تطلب منك بشدة أن تنظر في وجهها."