تونس -تونس اليوم
في سنوات مضت لم تكن ممارسة المرأة للفن أمرا مسموحا به ولم يكن اعتلاء النساء للركح بالشيء المقبول مما جعل الرجال يتنكرونفي هيئة امرأة وينتحلون ملامحها لأداء الأدوار النسائية. لا شك أنّ افتكاك المرأة الفنانة لمكانتها وحقوقها وحريتها... جاء بعد معارك من الإصرار والنضال. لذلك فإن رائدات الفن العربي جديرات اليوم وغدا بالتقدير والتكريم.تحت عنوان «رائدات ومبدعات المسرح العربي»، نظّم الملتقى العربي لرواد الكاريكاتير بالتعاون مع مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة معرضا للبورتريه الكاريكاتيري في دار الأوبرا المصرية.
فنانو الكاريكاتير يكرمون نساء المسرح أكثر من 100 لوحة جاءت بتوقيع 35 فنانا من أكثر من دولة عربية تكريما لمبدعات رائدات في نحت معالم المسرح العربي. هنّ فنانات تحدّين الموانع والمكبّلات لتكون لهن كلمتهن وكينونتهن فوق ركح الفن الرابع. وقد احتفى معرض «رائدات ومبدعات المسرح العربي» بمسرحيات عربيات من مختلف الجنسيات في رسوم كاريكاتورية تنبض بالفن والحياة. وقد قدّم الفنانون العرب بورتريهات لعدد من شهيرات المسرح ونسائه المبدعات على غرار سميحة أيوب وسناء جميل وسهير البابلي من مصر وحياة الفهد ومريم الصالح من الكويت وأمينة رشيد وفاطمة بنمزيان من المغرب ومن العراق سليمة خضير وزكية خليفة وسعدية الزيدي وفخرية عبد الكريم، ومن سوريا ثناء دبسي، ومن الجزائر سكينة ميكيو، ومن لبنان نضال الأشقر، ومن فلسطين إيمان عون، ومن ليبيا سعاد الحداد، ومن الإمارات موزة المزروعي، ومن السعودية مريم الغامدي ونجاة مفتاح...
ولأنّ الحركة المسرحية في تونس شهدت على امتداد أكثر من مائة عام حضورا قويا ومؤثرا للمرأة، فقد كان للفنانات المسرحيات التونسيات نصيب من معرض «رائدات ومبدعات المسرح العربي». في لوحات كاريكاتورية، سجلت الفنانة القديرة جليلة بكار والفنانة الملتزمة ليلى طوبال حضورها في دار الأوبرا المصرية كشاهدات على تاريخ المسرح التونسي وناطقات باسم الفن والإبداع والحرية . وقد جاء بورتريه الفنانة جليلة بكار بإمضاء الفنان المصري إبراهيم الشيخ المعروف باسم «هيكا الشيخ» بعد أن افتتن بمسيرتها الثرية والمشرفة في ترسيخ أسس المسرح الحامل لرسالة تغيير المجتمعات وتطوير العقليات.
أما بورتريه الفنانة ليلى طوبال فقد كان بتوقيع الفنان التونسي رشيد الرحموني الذي لم يكتف بإبداع مجرد بورتريه لهذه الفنانة المسرحية بل غاص في فكرها وعوالمها ليجمع في رسم واحد هوية ليلى طوبال وهوايتها، فهي المرأة التي تحمل الورد في كل المناسبات وتلتحف علم تونس في كل الأوقات وتعشق القطط بلا حدود... وعن دواعي اختياره رسم بورتريه للفنانة ليلى طوبال دون سواها، صرّح فنان الكاريكاتير رشيد الرحموني في تصريح لـ «المغرب» بالقول : «في الحقيقة عرضت عليّ المشاركة في معرض «رائدات ومبدعات المسرح العربي» من خلال مقترحات عديدة لرسم مسرحيات تونسيات شهيرات ومبتكرات إلا أني اخترت رسم بورتريه ليلى طوبال لأني أرى في أفكارها ومواقفها ومسرحها فلسفة خاصة وأسلوبا متميزا ... وتبقى كل مبدعات تونس جديرات بالتكريم والتقدير ولعل الوقت يسعنا في مناسبات أخرى للتعريف بنساء تونس في كل أنحاء العالم».
قد يهمك ايضا
تفاصيل تسجيل موقع "المقطع" بقفصة والموقع الأثري بسبيطلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو
دار الثقافة في القلعة الكبرى تحتضن الدورة 6 من مهرجان قلعة المسرح