الكاتبة آنا بيرنز

أصبحت الكاتبة آنا بيرنز، أوّل أيرلندية شمالية تفوز بجائزة "مان بوكر" البريطانية لهذا العام، وهي واحدة من أشهر الجوائز في الأدب العالمي، ومفتوحة للكتاب المؤلفين باللغة الإنجليزية، إذ حصلت على جائزة قدرها 50 ألف جنيه إسترليني، عن روايتها "ميلك مان" (بائع الحليب) التي تتناول امرأة شابة تتعرض للتحرش الجنسي من قبل رجل قوي.

تحكي رواية بيرنز، وهي روايتها الثالثة، قصة فتاة تبلغ من العمر 18 عاما، تُعرف باسم "الأخت الوسطى" التي يلاحقها شخص شبه عسكري كبير في السن، وهو رجل الحليب.

ووصف رئيس لجنة التحكيم كوامي أنتوني أبياه الرواية بأنها "واقعية"، قائلا: "لم يقرأ أحد منا أي شيء من هذا القبيل من قبل"، وأضاف أبياه، معلنا فوز بيرنز في حفلة عشاء في غيلدهول في لندن: "يتحدى صوت آنا بيرنز المميز تمامًا التفكير التقليدي وشكله بطريقة نثر مثيرة وغامرة، إنها قصة وحشية ومقاومة مترابطة للاعتداء الجنسي"، وقال: "إنها قصة عن الوحشية والاعتداء الجنسي والمقاومة مطعمة بدعابة لاذعة.. إن الرواية التي تدور أحداثها في مجتمع منقسم على نفسه تستكشف الأشكال الخفية التي يمكن أن يتخذها القهر في الحياة اليومية".

وتجري أحداث القصة في مدينة لم تسمها في أيرلندا الشمالية في مجتمع قريب من مرحلة الاضطرابات التي شهدتها بلفاست، وبعد أن أعلن فوزها بالجائزة المرموقة، قالت الكاتبة البالغة من العمر 56 عاما إن عملها ككاتب روائي وظهورها أخيرا كانت "عملية انتظار طويلة".

ويجعل هذا الفوز من بيرنز أول فائز في أيرلندا الشمالية حيث كان الفائزون الأيرلنديون السابقون، ومنهم جون بانفيل وآن إنرايت ورود دويل، جميعهم من الجمهورية، كما أنها تجعلها أول امرأة تحقق الفوز منذ العام 2013، عندما فازت إليانور كاتون بالجائزة عن كتاب The Luminaries.

وتغلب بيرنز على الكاتب ريتشارد باورز، والأميركي ريتشارد باورز، وديزي جونسون، البالغ من العمر 27 عامًا، وهو أصغر مؤلف على الإطلاق تم اختياره للمشاركة في الجائزة، والكاتب الكندي إسي إيودجيان، ووفقا لأبياه فإن اعضاء لجنة التحكيم أجمعوا في اختيارهم للفائزة ولم يتأثروا بمخاوف من أن خروج فائز أميركي ثالث على التوالي قد يثير الجدل.

واستمدت بيرنز، التي ولدت في بلفاست وتعيش الآن في شرق ساسكس، خبراتها الخاصة التي نشأت في ما وصفته "بالمكان الذي ينتشر فيه العنف وانعدام الثقة والبارانويا"، بينما يضغط رجل الحليب على فتاة تصغره بأعوام، وتبدأ الشائعات بأنها تواجه علاقة غرامية معه. 

يتلقى كل من الكتاب في القائمة القصيرة اتي اختارتها لجنة التحكيم، جائزة قدرها 2500 جنيه إسترليني (نحو 3296 دولارا أميركيا) ونسخة خاصة من كتابهم، وتحصل بيرنز على 50000 جنيه إسترليني اضافية، وتتوقع ازدهارا لمبيعات الكتاب دوليا.

وبدأت جائزة بوكر في العام 1969 وأصبحت مفتوحة عام 2013 للكتاب خارج بريطانيا والكومنولث بشرط أن يتم نشر رواياتهم في بريطانيا وأيرلندا، وتم الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة هذا العام في سبتمبر/ أيلول، ودخل إليها أربع نساء ورجلان. وغطت رواياتهم مجموعة واسعة من المواضيع، من عبد بالغ من العمر 11 عاما هرب من مزرعة سكر في باربادوس، إلى جندي قديم من عمليات يوم النورماندي، يعيش مع اضطراب ناجم عن صدمة نفسية لتلك الفترة.