مجمع مباني سيوون سانغا

صمم المهندس المعماري الشهير كيم سوو غيون مجمع مباني سيوون سانغا، في عاصمة كوريا الجنوبية سيول في الستينيات، وقد اُعتبر المجمع دائمًا كون مكتفي ذاتيا، إذ يتوفر به المباني السكنية والمكاتب والمحلات التجارية والمطاعم، جنبًا إلى جنب مع مدرسة وفندق ومركز الرعاية النهارية ودار سينما، حتى أنه به مكتبة للمقيمين في المبنى السكني، فضلاً عن الكنائس للطوائف المختلفة والملاعب المرتفعة، وكلها تحوم فوق قاعدة من الصناعات.

وجاء وصف كيم للمجمع بانه "سفينة تطفو في المحيط الشاسع المسمى سول"، وسرعان ما أصبحت موطنا لعدد من القراصنة الذين يقومون بأنشطة غير مشروعة، وازدادت وصمة العار، وكثيرا ما جاء في التصويتات أن سيون سانغا هو أبشع مبنى في المدينة، حيث خضع إطاره الخرساني لعدد من عمليات التكسية غير الجيدة على مر السنين، وحاول رؤساء البلديات المتعاقبة هدمه واستبداله بأبراج زجاجية لامعة، ولكن ما منعهم هو وجود ضريح جونغميو على مقربة، وهو موقع تراث عالمي في تصنيف منظمة اليونسكو.

وفي مشروع لإعادة إحياء سيون سانغا، أعيد أيضا بناء الجسور المرتفعة التي كانت قد هُدمت، مما أدى إلى إعادة ربط نصفي هيكل المبنى، وأضيفت استوديوهات جديدة ومتاجر بيع بالتجزئة على طول ممرات المشاة، وقد بنيت ساحة جديدة مائلة جديدة لتجذب الناس للقضاء الوقت بها بدلا من الشارع، كما جُهز مختبر روبوتات في غرفة بالطابق السفلي، حيث توجد طابعات ثلاثية الأبعاد، وأذرع روبوت تصنع أشكال غامضة من الطين.

وينصب التركيز على الصناعة، وهو الموضوع المناسب في الوقت الحالي بالنظر إلى إخراج أماكن التصنيع  من المراكز الحضرية في جميع أنحاء العالم، ولا يجود إلا عدد قليل من المدن التي توفر مثل هذه الصورة الحية للصناعات الحضرية كما تفعل سول.

وهذا المشروع غير المتوقع لإعادة إحياء سيون سانغا هو أحد المشاريع التي تقام في فعاليات أول مهرجان للعمارة في سول، تقول أمينة المهرجان الافتتاحي هيونغمين باي: "أردنا التركيز على مشاريع تترك أثرا ممتدا لما بعد المهرجان"، وتضيف: "يقام أكثر من 200  مهرجان للعمارة بالفعل، لذلك كان علينا أن نفعل شيئا مختلفا، ونحن نرى أنه نوع من المختبر التجريبي لإدارة المدن، وليس فقط في سول، ولكن في كل المدن في جميع أنحاء العالم".

وفي مثال نادر لحصول المهندسين المعماريين على السلطة، يعمل فريق من 60 مصمم ومخطط الآن على أكثر من 100 مشروع – من التخطيط لما يجب القيام به في مساحات الأراضي على طول خطوط السكك الحديدية، إلى تحويل محجر حضري إلى مساحة جديدة للعروض في الهواء الطلق، وقد تشكل هذه الموضوعات محورا لمهرجان العمارة في المستقبل، وإذا أمكن الاعتماد على المهرجان، الذي يقام لمدة شهرين، للحصول على استشارات ، وإجراء محادثة عامة واسعة حول مستقبل المدينة، فسيكون نموذجا يجب أن يحتذي به العديد من مثل هذه المهرجانات المعمارية، ومن شأنه أن يخلق مجالا واسعا للتطور.