جدة ـ تونس اليوم
تزخر محافظة جدة بمساجدها الضاربة في أعماق التاريخ التي يرجع بعضها لمئات السنين مازجة بين هوية المكان وروعة التصميم في فن العمارة الإسلامية، وكانت محصورة في حاراتها الرئيسة: الشام، والمظلوم، واليمن، والبحر، وبقيت شامخة كشواهد تاريخية لهذه المدينة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
وبني مسجد الشافعي، الذي يقع في حارة المظلوم في القرن الـ17 ميلادي، وصمم ليكون مكشوفاً للحصول على تهوية جيدة فريدة، واستخدم في بنائه الطين البحري والحجر المنقبي، وتطعيم بنائه بالأخشاب، بينما يعد مسجد عثمان بن عفان بمنطقة جدة التاريخية من المساجد التاريخية والأثرية، ويُطلق عليه أيضاً مسجد الأبنوس لوجود ساريتين فيه من خشب الأبنوس، وشيّد بين القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس". كما يقبع بحارة الشام في جدة مسجد الباشا، أحد أشهر المساجد، وكانت له مئذنة أعطت المدينة معلماً أثرياً معمارياً وبقيت على حالها حتى 1978م عندما أعيد بناؤه. ويوجد مسجد المعمار الواقع بجدة التاريخية، وهو مسجد تاريخي قديم يمتد عمره إلى ما يربو عن 340 عاماً.
إلى ذلك يبرز من مساجد جدة مسجد عكاش الذي تأسس عام 1200هـ، حيث بني على أرضية مرتفعة عن مستوى الشارع بخمسة أبواب، صنعت من خشب الجوز القديم المميز بلونه البني المحروق، وتقام به الصلوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم. كما يبرز جامع الحنفي الذي يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1320هـ في حارة الشام. وهناك من المساجد ما روعي في تصميمها امتزاج الفن الإسلامي العصري بالتاريخي القديم، كمسجد الملك سعود الذي يقع وسط محافظة جدة كأكبر المساجد بالمحافظة الذي يتربع على مساحة تُقدر بنحو 9700 متر مربع، ويتسع لـ 5000 مُصل، ومسجد الرحمة الذي امتزج في بنائه الرائع ما بين العمارة الحديثة والقديمة والفن الإسلامي.
وتحتضن جدة مساجد تمتاز بالابتكارية والمزج بين القديم والحديث بطابعها المعماري والهندسي الجاذب للأنظار، ومنها مسجد التقوى، ومسجد الملك فهد بن عبدالعزيز، ومسجد الأمير ماجد بن عبدالعزيز، وجامع الفرقان، وجامع اللامي، وجامع الشربتلي، وجامع الغزاوي، وجامع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إضافة إلى مسجد العناني الذي استوحي شكله من النجمة الثمانية الإسلامية المعروفة باسم نجمة بغداد، ويتميز من الداخل بغلبة اللونين الأبيض والأزرق عليه، والزخارف الملونة المصنوعة من الفسيفساء المغربية الزليج التي تغطي الجدران.
قد يهمك أيضًا
"الوردة والتاج" معاناة ما بعد الحرب العالمية الثانية بعيون مسرحية
مصور مصري يُسلّط الضوء على أقدم مباني القاهرة وحكايات سكانها