العراق يبدأ تحركاته لاستعادة "مخطوطات وأسفار"

تتحرُّك السفارة العراقية في القاهرة لاستعادة "مخطوطات وأسفار" وصلت مصر، بعد تهريبها من أديرة وكنائس مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم "داعش".

وكشفت وسائل إعلام مصرية عن تفاصيل تحقيقات الأجهزة الأمنية المصرية مع خلية معتقلة مكونة من تسعة أشخاص حاولت تهريب مخطوطات توراة نادرة من العراق إلى إسرائيل. وأكد قيس رشيد وكيل وزير الثقافة العراقي، أنَّ المخطوطات والأسفار التي أعلن عنها في مصر هربت في وقت سابق من أديرة وكنائس مدينة الموصل من قبل تنظيم "داعش"، وأنَّ العراق بدأ بالتحرُّك على الجانب المصري لغرض استرداد تلك المخطوطات، مشيرًا إلى أنَّ العراق لديه علاقات جيدة مع الجانب المصري بشأن استرجاع الآثار المسروقة، ووفقًا أيضًا لاتفاقية اليونسكو لعام 1970، ومبيّنًا أنَّ العراق لديه تعامل بالمثل مع الآثار المصرية المسروقة.

وأعلن رشيد أنَّ تنظيم "داعش" في مدينة الموصل أقدم على فترات مختلفة على حرق نحو 1500 مخطوط إسلامي تعود إلى مواضيع شتى، وهرب الجزء الأكبر منها إلى خارج البلاد لأغراض المتاجرة والحصول على المال، ودمّر التنظيم مدينتي "نمرود" و"الحضر" الأثريتين في محافظة "نينوى" واللتين يعود تاريخهما إلى ما قبل الميلاد، علاوةً على تدمير آثار متحف الموصل، ومواقع أثرية أخرى، وهو ما أثار استنكارًا محليًّا ودوليًّا واسعًا.

وأكدت وزارة السياحة والآثار العراقية، العام الماضي، استرداد 4300 قطعة أثرية تمَّ تهريبها خارج البلاد بعد سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" على مناطق واسعة شمال وشرق وغرب البلاد منذ يونيو/حزيران 2014، وظهر مقطع فيديو صورة أحد النشطاء في مدينة الموصل العراقية، نفقًا تحت تل التوبة الأثري القديم، يستخدمه تنظيم "داعش" لتهريب الآثار المسروقة من هذا التل.

وأوضح الناشط الذي صور المقطع، والذي رفض الكشف عن اسمه، أن "عناصر داعش ينهبون يوميًا الآثار النفيسة عبر هذا النفق، علمًا أن هذه الآثار تحمل الكتابة المسمارية القديمة، وبينها آثار آشورية تعود للملك سرجون الثاني وسنحاريب، والنمرود، وتقدر أعمارها بآلاف السنين، ولحقبة القرن السابع ما قبل الميلاد"، ورصد بعض الرقم الطينية التي تحمل الكتابة المسمارية متناثرة ومدمرة في كافة أطراف تل التوبة الواقع بجنوب الموصل.

وأدانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، عمليات التدمير الإضافية لموقع النمرود الأثري في العراق على يد مسلحي تنظيم "داعش"، فيما عدت التدمير المتعمد للإرث الحضاري "جريمة حرب"، وأعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية في 28 آذار/مارس 2015، عن إطلاق خطة "طارئة" للحفاظ على التراث الثقافي الوطني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وفي حين أكدت المنظمة الدولية أن الإرث الحضاري العراقي تعرض لـ"تدمير لم يسبق له مثيل" وتعهدت ببذل كل الجهود لإيقاف "الانتهاكات" ضده، وأبدت اليابان استعدادها تمويل الخطة بمليون و500 ألف دولار.