أحد أعمال الفنان شريغلي

تعرض لوحات ديفيد شريغلي في معرض ستفين فريدمان حتى 20 نيسان/أبريل، وذكر شريغلي أنه عندما كان في سن السادسة من عمره كان يرسم الديناصور أفضل من أي شخص آخر في الفصل، وكان هذا في عام 1974 عندما كان الفصل يضم 20 طالبًا في إحدى ضواحي ليستر، وظل شريغلي يرسم حتى بعد مرور أكثر من 40 عامًا، ولا زالت الديناصورات تظهر في أعماله، وحاليًا يمكنك معرفة أعماله بسهولة حيث تركز على إنتقاد مواقف الحياة اليومية بشكل ساخر بائس إلى حد ما، ما جعله أكثر الفنانين شعبية في بريطانيا حيث تمتد أعماله إلى ما وراء عالم الفن.

وعادة لا يعرف الفن المعاصر بقدرته على إثارة الضحك إلا أن حس الفكاهة في أعمال شريغلي يكمن في كل شيء يقدمه، وبالإضافة إلى ظهور أعماله على جدران المعارض ظهرت أعماله الكاريكاتورية على القمصان وبطاقات التهنئة والأكواب وحتى في رسم الوشم، كما يقدم صور ومقاطع فيديو وأعمال نحتية، ومن أشهر أعماله لوحة تجسد كلب يحمل لافتة كتب عليها " أنا ميت"، ويحتشد جمهور الفنان في ميدان ترافلغر مع تمثال برونزي من أعماله يجسد أصبع الإبهام بارتفاع 10 أمتار في عمل بعنوان "جيد حقا".

وتتميز أعمال شريغلي بوصولها إلى الإنسان ببساطة لما تعكسه من معاني، كما يقدم شريغلي في أعماله نوع من السخرية السوداء التي تجعلك تحتار ما بين الضحك والصراخ وينعكس ذلك في إحدى أعماله بعنوان "القتلي والموتي" والتي تجسد 40 شخصية مصغرة من الصلصال مرتبين في دائرة، فضلا عن أحد أعماله الذي يجسد قبر منحوت بدقة مع قائمة تسوق.

ويُمكن القول أن شريغلي في أعماله يقدم ما وصفه الكاتب ويل سيلف بأنه "رسومات بها روح الدعابة من قبل طفل قاتل للأطفال"، واعترف شريغلي قائلا " أعمالي قاتمة بائسة في كثير من الأحيان ولذلك تخلق إضافة الكوميديا  لها مزيجا جيدا، أنا لست مهتما بإضحاك الناس في الحقيقة لكنى أريد إشراكهم في الأمر وقول شيء مختلف لهم".

وعاد شريغلي في أعماله التي تعرض في معرض ستيفين فريدمان إلى الورق على نطاق واسع والمزج بين النصوص والصور فضلا عن العمل مع عصا الزيت لأول مرة بالنسبة له ما جعل الألوان تبدو زاهية، كما قدم شريغلي مجموعة من الرسومات الهندسية الجذابة للعين والتي تعود إلى فنون الستينات على غرار أسلوب وونكي شريغلي، ومن بين الكلمات التي استخدمها الفنان في أعمال " كل شئ على ما يرام"، وكلمات تدعو للنظر مثل " أنظر إلى هذا"، ومن بين أشهر الأعمال في المعرض الحالي عملاء يجسد مجموعة من الأقراص الشمسية مع كلمات " المشاعر الدافئة والشعور بالدفء" مع خيوط العنكبوت التي تحاصر هذا التفاؤل، ولذلك تبدو أعمال شريغلي أكثر قتامة وتعقيدا عما قد تبدو عليه في البداية.