شرعت الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت، بحملة إعلامية واسعة النطاق شارك فيها سياسيون وأمنيون ومختصون لنفي تهمة اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عنها. وأصرت إسرائيل على تبرئة ساحتها من فرضية اغتيال عرفات، وأكدّ وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم، الذي شغل في 2004 منصب وزير الخارجية وكان عضواً في الحكومة المُصغرة المعنية بشؤون الأمن، "لم نتخذ قط قراراً بإيذائه بدنياً"، موضحاً "في رأيي هذه زوبعة في فنجان، وحتى لو كان سمم فلم تكن إسرائيل بالقطع التي سمّمته، ربما كان هناك أحد في الداخل لديه مصلحة في ذلك". وأكدّ المتحدث باسم حكومة إسرائيل في عهد رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون رعنان غيسين، أنّ الأخير "أمر بالقيام بكل شيء لتجنب قتل عرفات الذي كان محاصراً في العام 2002 في المقاطعة على يد جنودنا". مُشيرًا إلى أنّ "تعليمات شارون كانت بأخذ الاحتياطات اللازمة كافة حتى لا يتم اتهام إسرائيل بقتل عرفات". لافتًا إلى أنّ "هذا هو السبب وراء سماح شارون بإجلائه إلى مستشفى في فرنسا عندما أثبت أنّه كان يحتضر". وبحسب غيسين، فإنه "بدلاً من توجيه اتهامات لا أساس لها إلى إسرائيل، من الأفضل أنّ يتساءل الفلسطينيون عمّن كان لديه مصلحة من موت عرفات من حاشيته، وفوق ذلك من وضع يديه على الأموال التي كان عرفات يُسيطر عليها". وشكك خبير طب الأشعة المدير السابق لأقسام رعاية الأمراض السرطانية في مستشفى "رامبام" في حيفا البروفيسور أفراهام كوتين، في احتمال أنّ يكون رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات قد تعرض للتسميم بمادة البولونيوم المشعّة مما تسبب في وفاته 2004. وأوضح كوتين أنّ "الأمر شبه مستحيل نظراً لقصر فترة انشطار مادة البولوتونيوم الذي يعني عملياً استحالة رصد أيّ آثار لها بعد سنوات". ورجح بالتالي "أنّ تكون كمية صغيرة من البولونيوم قد وُضعت مؤخراً في رفات عرفات". ونفى المُتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور أيّ مسؤولية لإسرائيل في وفاة عرفات. وأتحدث بنبرة ساخرة "هذا مسلسل درامي تقوم فيه سهى عرفات (أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل) بمحاربة ورثة عرفات في الحلقة المائة وشيء". ولفت إلى أنّ "الفريقين (فريقي التحقيق) تم تكليفهما من قبل أطراف معنية وليسا مستقلين". وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في اغتيال عرفات، واتهم عضو اللّجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف إسرائيل بالضلوع في قتل عرفات، مشيراً إلى أنّ من يستطيع إثبات ذلك هو لجنة تحقيق دولية استناداً إلى التقارير والظروف التي أحاطت بمقتله. وأوضح رئيس لجنة التحقيق الوطنية المُكلفة بالتحقيق بظروف مقتل عرفات توفيق الطيراوي، أنّ المُعطيات التي توفرت للّجنة عقب تسلُمها تقارير الفرق الروسية والسويسرية، تشير إلى أنّ وفاة الرئيس عرفات لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سُمية. وأشار إلى أنّ الدلائل والمعطيات تؤكدّ أنّ أبوعمار لم يمت بسبب المرض أو تقدم السن، ولم يمت موتًا طبيعيًا، وأنّ تطور الحالة المرضية لعرفات ناتج عن مادة سمية. وأكد أنّه ومن خلال المعطيات والقرائن والتحقيقات والشهادات ومن خلال البحث والتحرّي اقتربنا كثيرًا من هوية قاتل عرفات.