دمشق - جورج الشامي
أجبر ضابط على أحد الحواجز الأمنية في دمشق رجلاً تجاوز السبعين من عمره على أداء صوت غير إنساني، مقابل الحصول على ربطة خبز لأحفاده الأيتام، ولم يكتفِ بذلك بل نعته الضابط بـ "الكلب" بعد أن كال له إهانات شتى، من بينها تلك التي اعتاد ضباط وعناصر الحواجز التشبيحية على إطلاقها دون تمييز بين امرأة أو عجوز أو طفل. ويروي الناشط مشهور نصر الله تفاصيل هذه الحادثة الحقيقية كما سمعها من إحدى السيدات اللواتي يعملن مع الثوار في مخيم اليرموك قائلاً: تطبيقاً لسياسة التشبيح في مخيم اليرموك (الجوع أو الركوع) وإغلاق المخيم عدة أيام نفذ كل شيئ ولم يبق من شيئ يأكله الأطفال سمح ضابط في قوات الأسد بفتح الحاجز ساعات عدة للتزوّد بالخبز، وخرج الرجال والنساء والعجائز إلى فرن الزاهرة الآلي، وبعد ساعات عاد كل واحد منهم يحمل ربطة خبز واحدة لكل عائلة حسب تعليمات الحاجز، وقام الضابط نفسه بمصادرة كل الخبز وجمع النساء والرجال العجائز قائلاً لهم: من يعوي سأعطيه ربطة خبز! وصمت الجميع برهة من الزمن ثم تقدم شيخ تجاوز السبعين من عمره كان قد ترك أطفال ولديه الشهداء يئنّون تحت وطأة الجوع داخل المخيم المحاصر، وقال للضابط أنا أعوي وكانت عيناه مليئتان بالدموع .. وأطلق عواء ذئب جريح مخنوق مسكون بالقهر منذ عام 1948 حين خرج صغيراً "من فلسطين.. وهنا ضحك الضابط ثم التفت إلى العسكري حارس الخبز قائلا له: أعطِ هذا الكلب ربطة خبز! وحول تفسيره لمثل هذا التصرف من قبل شبيحة النظام يقول الناشط نصر الله: أعتقد أن هذه التصرف سببه الشذوذ والخوف، ومن يمارس هذا الفعل المنحط يحاول أن يستحضر الشجاعة لنفسه وللمرتزقة من حوله وممارسة نوع من الحرب النفسية على الناس المحاصرين في سوريا. وضرب مثلا على فاعلية الحرب النفسية بما جرى اليوم السبت عندما انسحبت القوات الأسدية من محيط مدينة (طفس) بدرعا فقط بالحرب النفسية. حيث دأب الجيش الحر خلال اليومين السابقين على بث أغاني النصرة بمكبرات الصوت وإشاعة أن النصرة تجهّز لعملية استشهادية كبيرة. ويسوق الناشط "مشهور نصر الله" قصة أخرى عن امتهان الشبيحة لكرامة السوريين كان شاهداً عليها قائلاً: على أحد الحواجز حاول أحد الشبيحة مساومة امرأة على شرفها مقابل السماح لها بالخروج وإحضار دواء لطفلها ولكنها رفضت وعادت إلى منزلها حيث قام الثوار بإسعاف الطفل إلى المشفى الميداني وتطوع أحد الأبطال بالمخاطرة بإحضار الدواء. وخلال أسبوع تمكّن الأبطال بحمد الله من تدمير هذا الحاجز (حاجز البنايات بدرعا البلد) من أشد الحواجز فتكاً بالصامدين.