بوتين مع النمور

لا يمر عام دون أن يكون رؤساء الدول والحكومات أبطالًا لمجموعة من المواقف الطريفة، بعضها قد يكون بقصد والآخر دون أي نية مسبقة، لذا لم يكن 2014 استثناء لهذه القاعدة.

تتميز تصريحات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الكثير من الأحيان بطابعها الغريب، حتى قبل توليه منصبه حينما كان لا يزال مرشحًا عندما قال إن سلفه الراحل هوجو تشافيز جاء له على هيئة «عصفور» وهو نائم وأخبره بأنه سيفوز بالانتخابات.

الأمر هذه المرة كان يتعلق بمديرة صندوق النقد الدولي، الفرنسية كريستين لاجارد، حيث اعتبر في مقابلة مع محطة (تيليسور) المحلية أن المسؤولة الدولية لديها «طبق من المعكرونة الإسباجيتي في رأسها».

تصريحات مادورو جاءت للرد على تشبيه لاجارد للتعقيدات التي يخلقها وجود تحالفات وتكتلات كثيرة في أميركا اللاتينية أمام التجارة الدولية بـ«المعكرونة الإسباجيتي»، نظرًا لالتفافها بشكل يصعب في بعض الأحيان تناولها.

ميركل تبتسم لدى سماعها اغنية عيد الميلاد من صحافي

يعتبر البعض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمثابة «المرأة الحديدية» لهذا العصر، بسبب صرامتها وسياسة التقشف التي فرضتها على أوروبا لمواجهة الأزمة المالية، لكونها الدولة صاحبة الاقتصاد الأقوى في القارة العجوز.

وعلى ما يبدو، فإن ميركل في تعاملاتها البعيدة عن عالم السياسة سيدة عادية لا تمانع في أن تكون اجتماعية مع الغرباء، وهو الأمر الذي ظهر قبيل حضور قمة (جي20) في مدينة بريسبن الأسترالية خلال نوفمبر الماضي حينما انضمت إلى «حمى السيلفي».

لم تتردد ميركل كثيرا حينها في زيارة عدد من الحانات الشعبية بمدينة بريسبن وسمحت لبعض الأشخاص بالتقاط بعض صور الـ« سيلفي » معها، فيما قام بعض مالكي هذه الأماكن بتشغيل أغنيات ألمانية ترحيبًا بزيارتها.

الرئيس البوليفي إيفو موراليس يخوض مباراة كرة قدم على هامش قمة العالم العربي وأمريكا الجنوبية في عاصمة بيرو، ليما، وهي العادة التي دأب عليها عند حضوره مؤتمرات دولية، 2 أكتوبر\تشرين الأول 2012.

يعد الرئيس البوليفي إيفو موراليس أول شخص من السكان الأصليين يتمكن من الوصول لرئاسة دولة في أمريكا اللاتينية، دائما ما يحمل همومهم وعاداتهم وتقاليدهم، التي يعارضها البعض مثل مسألة مضغ ورق الكوكا، النبات الذي يصنع منه الكوكايين، وتعارض الأمم المتحدة تقنين زراعته.

في 2014 لا يتعلق الأمر بورق الكوكا، بل بأغرب وصف يمكن أن يخرج من فم رئيس دولة حيث وصف طلاب إحدى المدارس الرياضية التي زارها في سبتمبر بـ«النساء الحوامل».

وجاءت هذه التصريحات من قبل الرئيس البوليفي أثناء افتتاح مركز لتأهيل مدربي الرياضة في المدارس «قدموا عرض القفز من فوق الحواجز أمامي، بعض الطلاب لم يقدروا على تخطيها، وبدوا كما لو كانوا نساء حُبليات».

المثير في الأمر أن موراليس أشار إلى أنه لا يعرف على من تقع مسؤولية انخفاض لياقة طلاب المدارس والكليات الرياضية ولكنه أضاف «أقول لوزير التعليم، إذا لم يتغير الأمر ستتغير بعض الرؤوس».

الذهاب للانتخابات يُعد نوعًا من المسؤولية تجاه الوطن وعادة ما يصاحبه قدر من التوتر حتى ولو كانت الأوضاع مستقرة، ولكن أداء الواجبات الدستورية أمر جيد حتى ولو وقف المواطن بجانب رئيس البلاد للقيام بهذا الأمر.

هذا هو ما حدث مع آنا كوبر في أكتوبر\تشرين الأول الماضي أثناء مشاركتها في انتخابات ولاية شيكاغو التشريعية حيث كان الرئيس باراك أوباما يقف بجانبها إلا أن رفيق الفتاة العاطفي شاهد نوعًا من التوتر من قبل صديقته فأراد كسر هذه الحالة ليتقدم نحو الرئيس الأمريكي ويقول له «سيدي الرئيس، لا تلمس رفيقتي».

وتعامل أوباما مع الأمر بمرونة حيث أجاب «حقيقة، لم أكن أفكر في القيام بهذا الأمر»، ثم اقترب من كوبر لاحتضانها وتقبيلها في وجنتها، حيث قال «أعطني قبلة، وبعدها سيكون لديه (جونز) شيء يمكن الحديث عنه، إنه يشعر حقًا الآن بالغيرة».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل متعدد المواهب والهوايات، من لعب الجودو للصيد للغوص لقيادة روسيا في المحافل الدولية، ولكنه في نفس الوقت رجل محب للبيئة.

حب بوتين للحيوانات دفعه لإطلاق سراح ثلاثة من النمور السيبيرية المهددة بالانقراض من أصل خمسة كان عثر عليها وقُدمت لها الرعاية في البرية.

ولكن يبدو أن أحد هذه النمور المزودة بأجهزة تتبع ويدعى (أوستن) لم يكن لديه رغبة في حفظ الجميل، لذا قرر عبور الحدود إلى الصين ويعتقد أنه المسؤول عن قتل عدد من الماعز هناك، الأمر الذي جعل الرئيس الروسي هدفًا لبعض العناوين الساخرة التي تناولت هذا الخبر.

المصدر: إ ف ي