القاهرة - أكرم علي
يتوجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أبو ظبي في زيارة تستمر يومين يشارك خلالها في احتفالات العيد الوطني ويبحث ملفات عدة، في حين لم يمر سوى 20 يوما على زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى مصر ليرد الرئيس المصري تلك الزيارة، وتأتي زيارة الرئيس إلى الإمارات في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين الدولتين الشقيقتين، فضلًا عن مشاركة الرئيس في فعاليات العيد القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما تركّز المباحثات مع قادة الإمارات على تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة، بما يعزّز من مستوى التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة. ومن المقرّر أن تبحث اللقاءات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب تضافرًا للجهود وتعزيزا للتكاتف ووحدة الصف العربي في مواجهة مختلف التحديات، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة التشدد والفكر المتطرف.
وبحسب المتوقع من الزيارة تشمل المباحثات إمكانية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسورية وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول، ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها مع التأكيد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لإيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.
وتعد الإمارات المستثمر العربي الأول في مصر حيث لديها أكثر من 6 مليار دولار مشروعات استثمارية فضلا عن المشروعات التنموية التي تقوم بتنفيذها على مدار السنوات الماصية والمستقبلية. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارة بن زايد الأخيرة لمصر على خصوصية العلاقات المصرية الإمارتية، معرباً عن اعتزاز مصر بما يربطها بدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة من روابط أخوة وتعاون وثيقة تُمثل نموذجاً للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية.
كما أشار السيسي إلى أهمية مواصلة العمل على تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات على مختلف الأصعدة، مؤكداً أن المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التكاتف العربي بما يُمكن الأمة العربية من مواجهة التحديات المشتركة القائمة. فيما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على المكانة المتميزة التي تتمتع بها مصر وشعبها لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، متمنياً للشعب المصري دوام الاستقرار ومزيدًا من التقدم والتطور، مشددا على حرص الإمارات على التنسيق والتشاور مع مصر بشكل مستمر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً على حيوية علاقات التعاون الإستراتيجي التي تجمع بين البلدين، وعلى أهمية الاستمرار في تعزيزها على جميع المستويات.
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه، والتيقظ من محاولات شق الصف بين الدول العربية الشقيقة سعياً لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، مؤكداً أن العلاقات بين مصر ودول الخليج تعد ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة. كما أكد ولي عهد أبو ظبي على موقف الإمارات الثابت من دعم مصر والوقوف إلى جانبها في مواجهة مختلف التحديات.
وتعد الإمارات من الدول الخليجية الداعمة إلى مصر، حيث قدمت مساعدات لها في صورة أموال ومنتجات نفطية بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، وفي أغسطس/آب الماضي، قدمت الإمارات وديعة بقيمة مليار دولار للبنك المركزي المصري لمدة ست سنوات. وتنسق مصر مع الإمارات باستمرار في كافة القضايا الاقليمية والدولية ويعمل البلدان على تعزيز التعاون المشترك.