عمان ـ العرب اليوم
تلقى العاهل الأردني الملك عبد الثاني دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة القاهرة سلمها وزير الخارجية المصري سامح شكري والذي يزور الأردن هذه الأيام. وأكد العاهل الأردني خلال استقباله وزير الخارجية المصري لاستلام الدعوة متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين الأردن ومصر، والحرص على الأرتقاء بها على المستويات كافة. وأشاد الملك بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، وما يشهده من تقدم إيجابي خصوصا بعد اجتماع اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة في القاهرة العام الماضي، لافتا إلى أهمية اجتماع اللجنة القادم في عمان هذا العام لجهة توسيع آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين.
وتناول اللقاء أهمية انعقاد القمة العربية في المملكة، التي تأتي في ظل تحديات استثنائية تمر بها الأمة العربية، وضرورة تنسيق المواقف إزاء المحاور والقضايا التي ستركز عليها القمة، وبما يسهم في مأسسة العمل العربي المشترك. وطلب العاهل الأردني من وزير الخارجية المصري سامح شكري نقل تحياته للرئيس عبد الفتاح السيسي, فيما أكد شكري على عمق العلاقات الأردنية المصرية وأهمية تطويرها في مختلف المجالات، وبما يعود بالنفع على مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وأعرب عن تقدير بلاده لمواقف الأردن، بقيادة الملك، الداعمة لجهود مصر في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها خطر الأرهاب. وفي سياق منفصل زار وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي بحضور وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي والسفير الأردني لدى القاهرة علي العايد والسفير المصري في عمان طارق عادل.
وبحث رئيس الوزراء مع وزير الخارجية المصري العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات، التي تواجه الأمة العربية والاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية نهاية الشهر المقبل في عمان. وأكد رئيس الوزراء أن جمهورية مصر العربية تشكل عمقا استراتيجيا لنا في الأردن، وان استقرار مصر من استقرار الأردن، لافتا إلى حرص الحكومة وبتوجيهات من الملك على تعزيز العلاقات الأردنية المصرية وصولا إلى مرحلة التكامل بين البلدين الشقيقين وعلى مختلف الصعد.
وتركز الحديث خلال اللقاء حول الاستعدادات لاستضافة الأردن للقمة العربية المقبلة في التاسع والعشرين من آذار/مارس المقبل، حيث أعرب الملقي عن ثقته بأن القمة تشكل فرصة لإعادة تفعيل العمل العربي المشترك واللحمة للأمة العربية والبناء على الثوابت والمصالح العربية المشتركة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن القمة العربية التي يستضيفها الأردن سيتبعها سنة كاملة من العمل المتواصل والزخم الذي سيقوده جلالة الملك عبدالله الثاني لتعزيز العمل العربي المشترك. وأشار الملقي إلى أن التغيرات على مستوى العالم تفرض على الدول العربية تنسيق خطابها لما فيه مصلحة المنطقة العربية وقضايا المنطقة وشعوبها.
وأكد رئيس الوزراء أن الأردن ومن خلال ترؤسه اعمال القمة العربية سيبذل كل جهد ممكن لاعادة الزخم للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية لافتا إلى أن العديد من المشاكل والتحديات سببها غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية. وتطرق الحديث خلال اللقاء إلى تفعيل دور وعمل جامعة الدول العربية حيث أكد الملقي بهذا الصدد على أهمية إعادة بناء التوجه العربي الواحد وتفعيل مؤسساته.
واطلع رئيس الوزراء، وزير الخارجية المصري على القرار الذي اتخذته الحكومة مؤخرا لتنظيم سوق العمل الذي أصبح يعاني من اختلالات هيكيلة كبيرة مؤكدا أن العمالة المصرية في الأردن ملتزمة ومحترمة ويتم التعامل معها بكل كرامة. وأشار إلى أن الحكومة ستمنح العمالة التي ليس لديها تصاريح عمل فترة شهرين لتصويب اوضاعها، داعيا السفارة المصرية في عمان إلى توعية العمالة المصرية وتحفيزها بالحصول على تصاريح العمل ضمانا لحقوقها.
وأبدى وزير الخارجية المصري تفهمه للاجراءات التي يتخذها الأردن لتنظيم سوق العمل، مؤكدا أن السفارة المصرية بعمان ستعمل على التواصل مع العمالة المصرية في الأردن لتصويب اوضاع المخالفين. وأعرب عن تقديره للدعم والتنسيق المتبادل بين البلدين، مؤكدا تطلع مصر لمزيد من التعاون مع الأردن.