ساماستيبور - العرب اليوم
يواجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اختبارا حاسما الاثنين مع بداية الانتخابات الفرعية في بيهار، افقر ولايات البلاد، التي قد تكون حاسمة لتعزيز قوة حزبه في البرلمان وبدء جهوده الاصلاحية.
وناشد رئيس الوزراء الذي وعد بمليارات الدولارات لتسريع التنمية في هذه الولاية البالغ عدد سكانها مئة مليون نسمة في شرق الهند، الناخبين التوجه "بأعداد كبيرة" الى مراكز التصويت.
وقال في تغريدة على تويتر "اناشد خصوصا اصدقائي الشبان الى الادلاء بأصواتهم".
واحرز مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا القومي فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية في ايار/مايو 2014، وحصل بنتيجتها على غالبية مطلقة في مجلس النواب.
لكنه في المقابل لم يحصل على الاكثرية في مجلس الشيوخ، وهذا ما يعرقل عددا كبيرا من اصلاحاته الاقتصادية، وهو يعول على هذه الانتخابات الفرعية لكي يعزز وجوده في المجلس الذي فاز اعضاؤه بانتخابات المجالس في كل ولاية.
وليس لحزب بهاراتيا جاناتا سوى 48 من 245 مقعدا في مجلس الشيوخ.
وقد بذل رئيس الوزراء جهودا جبارة خلال هذه الحملة في بيهار بعدما مني بهزيمة مذلة في شباط/فبرابر امام حزب يتصدى للفساد خلال انتخابات مجلس العاصمة نيودلهي.
وفي بيهار، ركز حزبه حملته على الوعود بالتنمية الاقتصادية، في ولاية لا تصل الكهرباء الى ثلثي سكانها.
وقالت الطالبة سانغيتا امام مكتب اقتراع صباح الاثنين ان "المسألة المهمة بالنسبة الينا، هي فرص العمل. واذا توفرت، فلن يضطر الشبان للبحث عن عمل في مكان آخر".
وسيواجه رئيس الوزراء الهندي ائتلافا غير محتمل بين اثنين من كبار المسؤولين السياسيين في الولاية، هما رئيس السلطة التنفيذية الحالي نيتيش كومار وسلفه في التسعينيات لالو براساد ياداف، الملاحق بعدد كبير من قضايا الفساد، ودخل السجن بضعة اشهر.
ووضع هذان المعارضان خلافاتهما القديمة جانبا، لمواجهة رئيس الوزراء. ويطمح كومار الذي حقق نتيجة اقتصادية جيدة، والمعروف برغبته في التصدي للفساد، الى ترؤس هذه الولاية للمرة الثالثة.
وبيهار هي ثالث اكبر ولاية في الهند من حيث عدد السكان لكن حزب بهاراتيا جاناتا لم يحكمها ابدا لوحده، لأن الناخبين عادة ما يفضلون انتخاب احزاب او تحالفات اقليمية. كما تشكل الطبقات الاجتماعية خطوط تصدع سياسي مهمة.
وقد اضطر حزب بهاراتيا جاناتا نظرا لعدم حيازته الاكثرية في مجلس الشيوخ، الى سحب مشروع القانون الذي اعده من اجل تسهيل شراء مساحات من الاراضي لاقامة مشاريع صناعية. وليس من المؤكد ايضا نجاح مشروعه لفرض ضريبة قيمة مضافة على الصعيد الوطني.
ويقول المحللون ان نتيجة الانتخابات ستكون متقاربة جدا، لكن هزيمة حزب مودي قد تشكل ضربة قاسية تقضي على الامال بالاصلاح.
واوضح سانجاي كومار، المحلل في "مركز الدراسات لتنمية المجتمعات" في دلهي، ان الانطباع السائد في الحزب هو ان الهزيمة قد تكون "بداية نهاية حكم حزب بهاراتيا جاناتا".
واضاف "ثمة تنافس كبير في هذه الانتخابات بين الطبقات الاجتماعية المسماة السفلى والطبقات العليا".
وقد اضطربت الحملة في بيهار جراء التوتر الديني الذي برز بعدما اقدمت مجموعة من الهندوس على ضرب مسلم اتهم عن طريق الخطأ بأنه اكل لحم الابقار في ولاية اوتار براديش المجاورة.
ووجه رئيس الوزراء الذي التزم الصمت عشرة ايام نداء الخميس من اجل الوحدة خلال اجتماع في بيهار.
وقال "يجب ان تبقى البلاد موحدة. ويقودنا الانسجام والاخوة والسلام الى التنمية"، داعيا "الهندوس والمسلمين الى الاتحاد ومكافحة" الفقر.
وتجرى الانتخابات على خمس مراحل، ومن المقرر ان تصدر النتائج في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر. وتشمل هذه المرحلة الاولى حوالى 10 ملايين ناخب.
المصدر أ.ف.ب