المخاطر السياسية في العالم

نشرت مجلة "تايم" الأميركية اليوم الثلاثاء التقرير السنوي الإخباري لمجموعة "أوراسيا جروب"، وهي أكبر شركة لاستشارات المخاطر السياسية في العالم، ومقرها الرئيسي في نيويورك، حول أكثر مخاطر جيوسياسية قد تواجه العالم في عام 2015.

وكتب إيان بريمر رئيس "أوراسيا جروب" وأستاذ الأبحاث العالمية في جامعة نيويورك، في مقال له نشرته المجلة على موقعها الإلكتروني، إن التقرير بمثابة دليل على الوقائع العالمية المنظورة لهذا العام، بدءا من أوروبا غير مستقرة، مشيرا إلى تصاعد القصص العالمية ونشرها سريعا عبر وسائل الإعلام، فعلى سبيل المثال يوم الاثنين، نسمع عن حرب أهلية في أوكرانيا، ويوم الثلاثاء، عن تصاعد نفوذ التنظيم المسلح المسمى بـ"داعش" في العراق وسوريا. وبحلول يوم الاربعاء، يتصدر العناوين الرئيسية شأن آخر.

وقال التقرير إن الصراع السياسي بين القوى العظمى في العالم يتزايد في عام 2015 أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة، حيث أن العلاقات الأمريكية مع روسيا محطمة تماما الآن، والرئيس الصيني القوي، شي جين بينغ يخلق اقتصادا جديدا، وسيظهر ذلك التأثير عبر شرق آسيا وبقية العالم، فضلا عن عدم اليقين الجيوسياسي لتركيا ودول الخليج العربي والبرازيل، كما تحاول الهند التهرب من رهاناتها.

وسلط تقرير "أوراسيا جروب" الإخباري الضوء على أن أوروبا تشكل أكبر خطر على العالم لهذا العام، حيث أن انقسام البيئة السياسية على نحو متزايد يولد مصادر جديدة للصراع، حيث أوضح التقرير إن الاقتصاد الأوروبي لا يبدو سيئا كما كان في ذروة أزمة منطقة اليورو في عام 2012، لكن السياسة في القارة الآن أسوأ من السابق بكثير، وخاصة في الدول الرئيسية مثل بريطانيا وألمانيا، الأحزاب السياسية المناهضة للاتحاد الأوروبي التي تسعى لكسب شعبية، وتقويض قدرة الحكومات على إجراء إصلاحات شائكة ولكنها ضرورية. وذلك فضلا عن قوة ألمانيا الرادعة في مقابل فرنسا الضعيفة أو غياب التواجد البريطاني. والاستياء الروسي وعدوانية "داعش" بالإضافة إلى مخاوف أمنية في أوروبا.

وأشار التقرير إلى أن فرض العقوبات وانخفاض أسعار النفط التي تضعف روسيا كافية لإثارة غضب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكنها ليست كافية لكبح جماح تصرفاته، فيما تواصل موسكو الضغط على أوكرانيا، مما يؤدي إلى تشديد العقوبات من جانب الولايات المتحدة وأوروبا ضد روسيا.

وانتقل التقرير إلى خطر تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني في عام 2015، مشيرا إلى أن ذلك التباطؤ لن يكون مؤثرا على الصين بشكل كبير، على عكس دول مثل البرازيل، استراليا، اندونيسيا وتايلاند التي تعتمد اقتصاداتها على الرواج التجاري مع الصين.

ولفتت "أوراسيا جروب" إلى اعتزام إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، استخدام سلاح المال بغية بسط نفوذها حول العالم، الأمر الذي سيؤثر سلبا على الشركات الأميركية التي تقف حائرة بين واشنطن والدول المستهدفة، كما من الممكن أن تتأثر العلاقات عبر دول المحيط الأطلنطي من السبب ذاته.

كما توقع التقرير الإخباري أن "داعش" سيواجه انتكاسات عسكرية في العراق وسوريا، غير أن تواجده الأيديولوجي سينتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2015، وتوقع أيضاً أن يتصدر زعماء بعض الدول، الذين أعيد انتخاب كثير منهم خلال العام الماضي، مثل رئيسة البرازيل ديلما روسيف، رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس، وجاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى جودلاك جوناثان رئيس نيجيريا ورجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، المشهد الرئيسي لبلادهم خلال العام الجاري، حيث سيواجهون معارضة كبيرة عند محاولتهم فرض أجندتهم السياسية.

وأضاف أن عام 2015 سيشهد صعودا في القطاعات الاستراتيجية، حيث تعتمد المؤسسات التجارية العالمية بشكل متزايد خلال العام الجاري على الحكومات تجنبا للمخاطر التي من شأنها أن تركز على الاستقرار السياسي أكثر من التركيز على النمو الاقتصادي.

وأوضح أن التنافس بين إيران والمملكة العربية السعودية هو محرك الصراع في الشرق الأوسط خلال عام 2015، ونظرا لعزوف متزايد من واشنطن والقوى الخارجية الأخرى للتدخل في المنطقة، يزداد الوضع تعقيدا داخل هذين البلدين، فضلاً عن ارتفاع القلق حول المفاوضات الجارية بشأن برنامج إيران النووي، كما أنه من المتوقع أن تدهور العلاقات بين الصين وتايوان، وخاصة بعد الفوز الساحق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض على الحزب الوطني الحاكم في الانتخابات المحلية في شهر نوفمبر\تشرين الثاني الماضي.

المصدر: أ ش أ