بيروت- تونس اليوم
مما لا شك فيه أن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بين النجمتين ليدي غاغا Lady Gaga و مايا دياب، ولكن قد يكون من المبالغة اتهام مايا بالتقليد لمجرد كونها مولعة بالصيحات الغريبة. ومن الطبيعي أن تعتمد أحذية غريبة كما حصل في إطلالتها الأخيرة وقد انتقد الكثيرون حذاء مايا ذات القالب المسطح العالي والضخم، والذي أعادنا الى إطلالات ليدي غاغا الأخيرة، ولكن إذا اعتبرناها تقلّد ليدي غاغا فهل سنقول أيضاً إن مايا باتت تقلّد كيم كردشيان بمجرد ظهورها بهذا الزي الأسود الذي يُذكّرنا بزي كيم في حفل متروبوليتان غالا الأخير؟
الموضة لغة عالمية والاستيحاء ليس سرقة
لقد غدا العالم قرية كبيرة يتحدث فيها الناس لغة الموضة. لعل هذا هو الجواب الشافي، فاتجاهات الموضة سرعان ما تظهر على مواقع التواصل قبل أن يتسنى للمصممين إنتاج كميات منها، وقد باتت سرقة التصاميم موجة سائدة لذا بات المصمّمون يبيعون مجموعاتهم ويسوّقون لها إلكترونياً خلال العرض الحي مباشرة ضمن اسبوع الموضة العالمي. وقد ساهمت جائحة كورونا والحجر الصحي الذي شل العالم أجمع في تفشي هذه التقنيات الافتراضية لإنعاش الاقتصاد ومحاربة التصاميم المقلدة.
وقد عانت الماركات التجارية من مخاطر التقليد والسرقة فأزياء زارا Zara تنسخها الأسواق الصينية وتتوافر عبر الانترنت بأسعار رخيصة وتنفذ بأقصى سرعة من دون مراعاة الجودة في القماش والتفصيل فالمهم هو الاستنساخ الذي يكشف عن فقر في الابداع والكثير من الخداع والزيف.
كيف نفسّر ما حصل مع مايا؟
ما حصل مع مايا دياب يندرج في قائمة توارد الخواطر فجميع النجمات يلجأن الى منسق أزياء وهو يهتم بدوره بالعديد من النجوم ويستوحي من إطلالات النجوم الأجانب وهذه أمور تحصل حتى في الوسط الهوليوودي. فما حصل مؤخراً أن كلاً من هايلي بيبر Hailey Bieber ودواليبا Dua Lipa ومايا دياب ارتدين نفس الفستان الأسود من تصميم اليساندرا ريتش Alessandra Rich فهل هذا يعني أنهن سرقن التصميم من بعضهن؟
أين موقف دور الأزياء من إعارة الفستان نفسه الى أكثر من نجمة؟
في الماضي كان المصممون لا يعيرون الفساتين الرسمية ولا يصممون الموديل نفسه لنجمتين حرصاً على خصوصية كل واحدة منهن. ولكن هذا المعيار خف مع مرور الزمن بفعل تكرار النجوم لإطلالاتهم من باب تشجيع الناس على عدم رمي الملابس وباتت ظاهرة تكرار الفساتين وتشابه الإطلالات شائعة، ولم تعد تندرج في قائمة الفضائح كما في السابق، فالناس باتوا أكثر وعياً وعقلانية لا بل أكثر مسؤولية تجاه الكوكب الذي يعيشون فيه وبات الجمهور يتقبل ظهور نجمتين بالفستان نفسه كما يحصل أحياناً. ففي وقت يفتش فيه الناس عن أساسيات الحياة ويضع الكمامة ليحافظ على حياته بغض النظر عن بعدها الجمالي، بات تكرار الملابس يدخل ضمن استراتيجية الاستدامة والموضة الخضراء وهو موضوع تُرفع له القبعة ولا يستحق الا الاحترام.
قد يهمك ايضا