الجزائر – ربيعة خريس
تُحضر مصممة الأزياء الجزائرية وصاحبة دار "التحفة " للأزياء في الجزائر، صبيرة لحمر، لإطلاق مجموعتها الجديدة خلال عرض أزياء سينظم في دبي 13 و 14 يونيو/ حزيران المقبل، وكشفت صبيرة لحمر، عن تفاصيل مجموعتها الجديدة، قائلة "إنها مكونة من 6 قطع تقليدية محضة نزولاً عند رغبة المشرفين على تنظيم العرض في دبي، وستمثل هذه القطع محافظات مختلفة من الجزائر كمحافظة قنسطينة شرق الجزائر وتلمسان والجزائر العاصمة.
وأشارت صبيرة لحمر في حوار مع "العرب اليوم" إلى أنها ستعقد لقاء مع المنظمين لدراسة إمكانية الزج، بقطع عصرية في العرض، وسيحمل عرض الأزياء عنوان "نسيم الجزائر في دبي"، وبخصوص الألوان التي ستكون طاغية، على آخر الصيحات التي صممتها صبيرة لحمر " البوردو البذنجاني " ومزجت بين اللون الأسود مع الذهبي والفضي في " البروكارد المخمل والستان "، في أزيائها التقليدية أما في الأزياء العصرية فلقد استعملت الألوان البارزة كالأحمر والأزرق والتركواز والفوشيا.
وركزت مصممة الأزياء الجزائرية، في مجموعتها الجديدة على التطريز اليدوي بخيط "الفتلة"، و"المجبود"، والحرير المرصع بـ "العقيق" و"العقاش"، وتحضر صبيرة لحمر، لعرض مجموعة ألبسة نسائية تقليدية، خلال شهر رمضان المقبل، مع أعضاء من الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، لم يحدد تاريخه ومكانه بعد.
وأوضحت المتحدثة، أن تصماميها لقيت رواجًا كبيرًا داخل وخارج الجزائر، بعد أن أدخلت عليها لمستها العصرية، واستدلت بـ " الكراكو " العاصمي, فتخلت " عن سراول " الدزيري " أو سروال " الشلقة " كما يلقب في الأوساط العاصمة وأدخلت سروال " الجينز " عليه, وأيضا لقيت " القندورة " القسنطينة رواجًا كبيرًا، من طرف سيدات من الكويت ولبنان.
وتطرقت الباحثة الجزائرية للحديث عن اللباس التقليدي الجزائري، قائلة إن الجزائر دولة شاسعة المساحة، وهذا الأمر الذي جعلها تزدهر بموروث ثقافي متنوع، ومختلف من منطقة إلى أخرى، فنجد في المدن الكبرى نكتشف اللباس الارستقراطي المتأثر بالحضارة العثمانية والأندلسية، أما المناطق الريفية في الجزائر لا زالت تحتفظ بسمتها الأمازيغية من الشاوي إلى القبائلي إلى المزابي والترفي، أما محافظات الشرق الجزائري وبالأخص محافظة قسنطينة، التي شهدت فعاليات عاصمة الثقافة العربية، فاللباس النسائي بها عريق جدًا، حيث أن "القندورة" أو ما يسمى بـ "الجبة"، شهدت تغييرات بسبب التأثيرات الحضارية، التي عرفتها المنطقة من النوميدي الأمازيغي، إلى الإسلامي العربي.
وتعتبر صبيرة لحمر، مصممة أزياء جزائرية، صاحبة دار التحفة للأزياء، فاقت تجربتها في عالم التصميم 30 عامًا، باحثة في تاريخ اللباس التقليدي لمحافظة قسنطينة الملقبة في الجزائر والعالم العربي في عاصمة الجسور المعلقة، وهي تعمل الآن على تعميمم دراستها في مجال البحث على مختلف الألبسة التقليدية في الجزائر، خريجة جامعة محافظة قسنطينة، وفتحت أول ورشة عام 1989، وشاركت في العديد من التظاهرات العالمية وعروض الأزياء أخرها في دبي، كانت كل عروضها جد مشرفة، ما عدا فترة العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر في سنوات الستيعنيات، وقالت المتحدثة "إن الظروف الأمينة الصعبة التي مرت بها الجزائر، خلال تلك الفترة لم تحد من عزيمتها، تحصلت على جائزة تكريمية عام 2015، وهي الجائزة الثالثة الوطنية لمختلف الصناعات التقليدية".