تونس-تونس اليوم
تعيش مدينة توزر أجواء الفرحة والبهجة، متحدية آثار جائحة "كورونا" التي انعكست سلبا على القطاع السياحي في تونس وأدت إلى ركوده منذ مارس الماضي، وذلك بحلول ديسمبر، وذلك تزامنا مع العطلة المدرسية والاستعداد لاستقبال السنة الإدارية الجديدة.
وأعرب مهنيو القطاع عن سعادتهم وتنفسهم الصعداء أمام توافد عدد محترم من السياح التونسيين، الذين قدموا للجهة للتمتع بجمال مدينة توزر ولزيارة مواقع سياحية أخرى في الولاية، كادت تفقد بريقها لولا إرادة أبنائها، بحسب قوله.
واختار مجموعة من الناشطين في القطاع، وخاصة من أصحاب محلات الصناعات التقليدية، تنشيط وسط المدينة بالفرق الفلكلورية والصوفية، مقدمين لوحات متنوعة، ستتواصل على مدى 3 أيام، مستغلين غياب تظاهرات تنشيطية أو مهرجانات نظرا للظرف الوبائي الاستثنائي، ما من شأنه إدخال البهجة على الزوار والسكان على حد سواء، وفق تعبير نائب رئيس غرفة أصحاب محلات الصناعات التقليدية، أنيس النجار.
وقال رئيس غرفة أصحاب محلات الصناعات التقليدية، محمد نصر، إن جميع المحلات ازدانت بالسلع التقليدية وبألوان الألبسة التقليدية لتعلن بهجتها بحضور محبي السياحة الصحراوية، مؤكدا توفر أسعار تناسب القدرة الشرائية للسائح التونسي، وتراعي ومراعاة هذا الجانب بسبب جائحة "كورونا".
فيما سعى العدد المتبقي من أصحاب محلات الصناعات التقليدية المنتصبة على طول الشارع الرئيسي في مدينة توزر، إلى عرض أفضل ما لديهم من سلع وتزيين واجهات محلاتهم بمنتوجات السعف والفخار واللباس التقليدي، على غرار "البرنس" و"القشابية" التي تلقى إقبالا في فصل الشتاء.
وأعربوا، في تصريحات متطابقة، عن أملهم في أن تساهم العطلة المدرسية في إنعاش هذا القطاع ولو ظرفيا، رغم القيود التي فرضتها الجائحة، والتي دعت وفقها وزارة السياحة منظوريها إلى التقيد بالبروتوكول الصحي، وإلغاء جميع التظاهرات الاحتفالية بمناسبة رأس السنة الإدارية، تحسبا لانتشار محتمل للفيروس.
وشهدت السوق التقليدية في مدينة توزر حركية ملحوظة أبهجت الناشطين في القطاع السياحي، فكانت أولى أمانيهم للعام المقبل انتهاء الوباء وعودة النشاط السياحي الصحراوي الى سالف عهده، وفق تعبير "ياسين الغربي" صاحب محل للصناعات التقليدية، معتبرا أن ما تعرفه المدينة هذه الأيام هو "بصيص أمل لغد قد يكون أفضل من سابقه".
ولاحظ، مقابل ذلك، "عمير حمادي" ناشط في المجال السياحي، أن عدد السياح الوافدين في عطلة الشتاء، يبقى أقل من السنوات الماضية نظرا لالتزام وكالات الأسفار بعدد معين من السياح في كل رحلة، وهذا لا ينفي، حسب رأيه، عودة الروح للمدينة في هذه الأيام.
ولم يخفِ "عثمان بن بوبكر" صاحب محل لبيع التمور ومنتوجات الصناعات التقليدية، شعوره بوجود حركية سياحية لكنها تبقى، على حد تقديره، "دون المأمول"، نظرا لتدني القدرة الشرائية للمواطن التونسي بسبب الانعكاسات الاقتصادية للجائحة، منوها بالحركية وبإقبال التونسيين على اقتناء المنتوجات المعروضة في نهاية الأسبوع.
ومن أجل مساعدة الناشطين في القطاع السياحي على تجاوز آثار مخلفات الجائحة على القطاع السياحي، أكد المندوب الجهوي للسياحة، ياسر صوف، تمكين أصحاب محلات الصناعات التقليدية من فضاءات للعرض داخل النزل، ما كان له الأثر الإيجابي في ترويج منتوجاتهم.
وأكّد، في ما يتعلق بالحركية السياحية المسجلة، أنه يتم استغلال قرابة 50 بالمائة من طاقة استيعاب النزل احتراما للبروتوكول الصحي في القطاع، إلى جانب تكثيف المراقبة في هذه الفترة للنزل من أجل فرض احترام مقتضيات البروتوكول المذكور، وخصوصا في ليلة رأس السنة الإدارية لمنع جميع المظاهر الاحتفالية.
ورغم هذه القيود، تشهد الجهة، وفق ذات المصدر، "حركية محترمة مع توفر فقرات تنشيطية وسط المدينة في سوق الصناعات التقليدية وهي حركية انعكست إيجابا على أنشطة ذات صلة بالقطاع السياحي منها العربات السياحية والمحلات التجارية والمطاعم السياحية"، مؤكدا أن الحركية تتواصل حتى يوم 31 من هذا الشهر.
قد يهمك ايضا
تونس تكشف عن موعد عودة القطاع السياحي إلى نسقه الطبيعي
تراجع عائدات النقل للخطوط التونسية بنسبة 67 %