لندن - ماريا طبراني
صمم مهندس معماري بريطاني يُدعى برينارد مع ديفيد شيبرفيلد وكون بيدروسون فوكس، منزلًا معزولًا جيدًا من تسرب الهواء وبنظام تهوية محكم داخل حديقة منزله على مساحة 100 متر مربع، ويجمع المنزل بين حداثة تصميمه وقطع أثاثه العتيق.
وكان كل من جوديث وباري ريتشاردز قررا تقسيم وقتهما بين وطنهما الأم أميركا حيث يعيش ابنهما وبين شرق لندن حيث تعيش ابنتهما جانين وزوجها المهندس بيرنارد توكلينز وأطفالهما الثلاثة وشعرا بالحزن عند بيعهما لمنزل عائلتهما قبل عامين، ولكنه كان في ذات الوقت مبعثا للراحة.
وأخذا معهما قطع الأثاث الجورجية المفضّلة من منزلهما وانتقلا الى بيت متواضع مكون من غرفتي نوم في الجزء الخلفي من حديقة جانين وزوجها بيرنارد، اللذان تمكنا من الحصول على تخطيط لبناء منزلهما في عام 2010، وعندها قرر أل ريتشاردز بيع عقارهما لمساعدة ابنتهما وزوجها في بناء منزلهما الخاص، وتقول جوديت " فكرنا في استغلال الفرصة للتمتع برؤية أبنائنا وأحفادنا أكثر"، ليتقربا أكثر من أحفادهم تاليا 13 عاما وسيسيل 21 عاما وأوسكار 8 أعوام.
وسكن الجدّان في تصميم مغاير لبيتهما الأصلي، ففي الجزء الخارجي يشبه منزلهما مبنى صناعي خفيف مرفوع على أكثر من جدار في الحديقة، وهو عبارة عن مربع من الزنك الداكن باللون الرمادي، بلمحة مستقبلية عن المدينة الفاضلة حيث يتم بناء المنازل وفقا للمعايير الصارمة، وهو مصمم ليتمتع بدرجة الحرارة المثالية والراحة طوال السنة، بالرغم من موجات الحر والعواصف الثلجية.
وعمل برينارد مع ديفيد شيبرفيلد وكون بيدروسون فوكس قبل أن يفتتح ورشته الخاصة، وتمتع بكونه مهندس وزبون في منزل حمويه، بالإضافة الى تحدي بناء منزل أخر في حديقته الخاصة، ويشير " فكرت في أنني سأبني هذا لنفسي، لذلك يجب أن يكون صديقًا للبيئة، والأهم بالنسبة لي كان المعيار، فلا أريد منزلًا تقليديًا."
وتوجب عليه أن يبني منزلًا معزولًا جيدًا من تسرب الهواء وبنظام تهوية محكم، وبالتالي بجب أن يكون المخطط دقيق وكل خطوة موثوقة، مما أسفر عن عملية شاقة ومكثفة في البناء، ولتأدية هذا الغرض استعان بالمستشار بيتر رانكن المتخصص في المنازل الصديقة للبيئة والتي تسمى "باسف".
ويؤكد برنارد " بيتر مهندس معماري مخضرم، فهو يفهم ما أرغب في فعله، ومنازل باسف لا تملك قواعد وإنما أرقام يجب تحقيقها، فالأهم هو كيفية استغلال أقل قدر من الطاقة في المنزل كل سنة." وتخضع منازل باسف للعديد من الاجراءات الصارمة التي يهتم بها معهد منازل الباسف في ألمانيا، وترسل أرقام التي يتوجب على المنزل تحقيقها اليه، حيث يدرسوها قبل أن يعطوا الموافقة عليها، وهذا المنزل واحد من عدد قليل من نوعه في بريطانيا.
وبالرغم من الكثير من الجهد، تشعر جوديث بفوائد تلك المعايير الصارمة وتشير " لا استطيع أن أخبركم كم تكلف فواتير الطاقة هنا في كنت، ولكن الأرقام فعلا صادمة، فيما في منازل باسف تكلف حوالي 70 جنيه استرليني في السنة في بيئة مريحة للغاية ودرجة حرارة لطيفة وشعور دائم بالهواء النقي، وأكثر ما أحبه في المنزل هو نوافذه الضخمة."
ويأتي المنزل بمساحة 100 متر مربع، وهي مساحة سخية مقارنة بمعايير لندن، ويوضح برنارد " أردنا الحصول على المزيد من الضوء والمساحة في المنزل، وهو معزول وهادئ جدا." وللحصول على اذن التخطيط لطابقين حفر برنارد تحت الأرض ليبني طابق أرضي سفلي وطابق أرضي علوي، وتقع غرفتي النوم والمكتب في الطابق السفلي فيما تقع غرفة المعيشة والمطبخ المفتوح في الطابق العلوي، ويحتوي المنزل على مساحة تخزين كبيرة، ويرجع الفضل الى خزائن ذكية مخفية وراء المطبخ.
وما يميز المنزل هو الجمع بين حداثة تصميمه وقطع أثاثه العتيق، وتؤكد جوديث " الأثاث عتيق جدا، وأحب التناقض بين الفترات من السجاد والأثاث على الأرضية الخرسانية وجدران الزنك، وزينت جدران غرفة المعيشة بالعديد من القطع الفنية للزوجين بما فيها رسومات ابنتهما جانين، وبالتأكيد فان هذا المخطط مستقبلي بامتياز لأسرة سعيدة وبيئة صحية.