هيثم المالح

تقاطع موقف رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح، مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا، برفض المشاركة في مفاوضات "جنيف 3" قبل استلام "الجيش السوري الحر" سلاحاً نوعياً من بينه مضادات الطيران التي تتيح للمعارضة تحقيق توازن عسكري على الأرض.
ووجه المالح انتقادات حادة لبشار الأسد، متهما إياه بأنه "ليس أكثر من مجرد حائط يتردد عليه صدى التعليمات الإيرانية "ويرددها دون إدراك"، حسب وصفه. وزاد أن "مصيره لا يحدده بنفسه، بل تحدده إيران وروسيا وحزب الله".
وعاب المعارض السوري على روسيا اهتمامها بحفظ سلامة أنبوب الغاز الذي يمر عبر أراضي بلاده أكثر من حرصها على سلامة ملايين السوريين، الذين هجروا وسقط من بينهم الالاف بين قتيل وجريح، أو تفرقوا في دول الجوار، محملا المجتمع الدولي مسؤولية الدماء السورية التي تراق، ومتعجبا من صمته.
وقال المالح في حديث صحافي نشر اليوم الجمعة، إنه "لا جدوى من التفاوض مع النظام السوري في ظل الأوضاع الحالية"، مشيراً إلى أنه" ليس أمام الشعب السوري سوى القوة لإجبار نظام بشار الأسد على التنحي عن الحكم"، مجدداً القول بأن النظام فقد شرعيته تماماً ولا يملك حتى الحق في التفاوض، اللهم إلا من باب فرض الأمر الواقع، وأصبحت حكومته الإجرامية عبارة عن مجموعة من العصابات ذات المصالح. وهو لم يعد نظاماً بالمعنى المتعارف عليه، لأن رئيسه لا يملك قراره، ولا يستطيع التقرير في شؤونه، بل أصبح مجرد حائط تتردد عليه أصداء التعليمات الإيرانية التي يرددها ربما دون إدراك لمعانيها". وأضاف "قبل مؤتمر جنيف 2 أعلنت الحكومة قبولها بمقررات مؤتمر جنيف 1 كأساس للتفاوض.
ورأى المالح أن "مصير الأسد لا يقرره هو، بل تقرره القوى الداعمة له، فإيران وحزب الله، يصران على استمراره لضمان بقاء نفوذهم الطائفي في المنطقة، وروسيا تريد الحفاظ على مصالحها، ولمجرد حرصها على سلامة أنبوب الغاز الذي يمر عبر الأراضي السورية للقارة الأوروبية فهي لا تكترث لمصير مئات الآلاف من الشعب السوري الذين فقدوا أرواحهم. لذلك فالأسد أضعف من أن يحدد ما يريده".
وعن الظروف التي يمكن للائتلاف أن يشارك حال توفرها في التفاوض قال "حتى إذا غيرت روسيا من موقفها، وأعلن النظام عن قبوله صراحة بتفكيكه، تمهيداً لتشكيل الحكومة الانتقالية، فهذا ليس كافياً للمشاركة، فلا بد من خطوات تسبق التفاوض، على رأسها مد "الجيش الحر" بمضادات الطيران التي يستطيع عبرها إيقاف آلة الأسد العسكرية عن حصد أرواح المدنيين الأبرياء، وإحداث تغيير جوهري في الموقف العسكري على الأرض. ولا بد كذلك من وقف الاعتداءات والقصف وإطلاق سراح عشرات الآلاف من السجناء. فإذا تحققت هذه الشروط فلا أرى ما يمنع من الدخول في مفاوضات جادة لإنهاء المأساة".
وأبدى المالح تعجبه من صمت المجتمع الدولي على جرائم نظام الأسد وفظائعه، قائلاً "لم يسبق في التاريخ أن سكت المجتمع الدولي على ارتكاب جرائم بهذا الحجم، ففي ليبيا القريبة تدخل حزب الناتو رغم أن ضحايا القذافي لم يصلوا عُشر عدد ضحايا الأسد. ولست أعلم ما إذا كان في جوف المسؤولين عن النظام قلوب تعرف معنى الرحمة، أو في رؤوسهم عقول تعلم قيمة الإنسان وحرمة دمه، فكيف لشخص عاقل أن يقبل بإبادة قرابة 200 ألف شخص من أبناء شعبه، وتدمير نصف مليون منزل وتشريد 10 ملايين شخص؟ ما هو المقابل الذي يمكن أن يوازي هذا الثمن؟