بيروت ـ رياض شومان
أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا، أن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لم يتخذ حتى الآن قراره النهائي في شأن ما إذا كان سيحضر
مؤتمر جنيف 2 أم لا"، وأنه سيتخذ هذا القرار النهائي في الاجتماع المقبل للهيئة العامة للائتلاف في منتصف الشهر الجاري في إسطنبول. وقال في حديث نشر اليوم الثلاثاء : إن "الاتفاق الغربي - الإيراني (حول الملف النووي) يُقلقنا"، نافياً قيام المجلس الوطني أو الائتلاف بزيارة سرية إلى موسكو، لكنه أكد تلقي دعوة مع رفض تلبيتها في الوقت الراهن. كما شدد على رفض المعارضة مشاركة إيران في جنيف 2، ما لم تغيّر موقفها مما يحصل في سورية. وأفاد صبرا أنه "يجرى الآن نقاشات جادة وحامية وبصراحة (حول موضوع المشاركة في مؤتمر جنيف)، هناك آراء متناقضة بين فريق يود الذهاب وحضور المؤتمر وفق الشروط الحالية، وفريق آخر لا يرى أبداً أي فائدة للثورة السورية والشعب السوري من حضور المؤتمر في هذه الظروف". ولفت إلى أن تلك "الحوارات تجري داخل الائتلاف، وداخل قواه ومؤسساته، وكذلك تجري مع القوى السياسية الأخرى، لكن الحوارات الأهم هي التي تجريها المعارضة السياسية مع قوى الثورة والكتائب المسلحة في الداخل". وعن أسباب عدم وجود أي حراك وفاعلية لـ "حكومة الائتلاف" المعارض التي تشكلت أخيراً، قال: "السبب الأساس أن الحكومة لم تكتمل بوزاراتها بعد، ومن المتوقع أن تُكمل الهيئة العامة للائتلاف في اجتماعها المقبل عدد الوزراء. والسبب الثاني هو عدم وصول الدعم المادي الذي وُعدت به الحكومة (إقليمياً ودولياً). هي لا يمكنها أن تعمل فقط بالدعم السياسي والإعلامي والمعنوي، الحكومة عملها سيكون على الأرض داخل البلاد، ويجب أن يشعر السوريون بيدهم أنها تصل إليهم، وهذا لا يتأتى إلا إذا لقيت الدعم الكافي". وعن دخول معارضين على خط التفاوض مثل رفعت الأسد وقدري جميل، اعرب عن اعتقاده بأن هذا إجراء تجريه السياسة الروسية لأنها تريد أن توجد لها موطئ قدم ضمن المعارضة السورية، وأعتقد أنها مزحة ثقيلة الدم أن يتحدث أحد أن رفعت الأسد معارض يمكنه أن يشارك في أي مفاوضات، فهو أحد الذين أورثوا سورية عبئاً ثقيلاً، وهو أحد الأشخاص الذين يجب أن يتوجهوا إلى لاهاي (المحكمة الجنائية الدولية) من أجل محاكمته، ففي عنقه جرائم كبيرة، وبالنسبة إلى قدري جميل لا أعتقد بأنه يمكن أن يُقبل على محمل الجد أن نائب رئيس وزراء الحكومة السورية يمكنه أن يكون في إطار المعارضة (خلال مفاوضات «جنيف 2). هذا مسعى من السياسة الروسية لكنه لن ينجح. وهل ما زلتم ترفضون مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 على رغم توقيعها اتفاقاً مع الحلفاء الغربيين للمعارضة السورية وفي صدارتهم الولايات المتحدة، أجاب: هو الموقف نفسه طالما بقي موقف إيران هو الموقف نفسه: أي موقف العداء للشعب السوري. السوريون يشعرون بأنهم لا يواجهون الرئيس بشار الأسد، بل يواجهون النظام الإيراني. هناك حديث داخل الأسر السورية أن بشار لا يحكم سورية بل أن من يحكمها هو قاسم سليماني (قائد فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني). لذلك لا يمكن للمعارضة السورية أن توافق على مشاركة إيران ما لم تغيّر مواقفها.
وهل تشعرون في المعارضة بقلق بسبب الاتفاق الغربي - الإيراني حول الملف النووي، أجاب: لأكون صريحاً معك: نعم. لا بد أن يقلقنا هذا الاتفاق، لأنه يعيد إيران إلى دائرة الضوء، يعيدها إلى الأسرة الدولية، ونخشى أن يدفع السوريون ثمن الملف النووي الإيراني كما دفع الشعب السوري ثمن الملف الكيماوي التخلص منه