باريس ـ مارينا منصف
تعرَّض صحافي فرنسي يعمل لصالح وكالة الأنباء الفرنسية "أيه أف بي" إلى اعتداء من قبل يهود من اليمين المتطرف، في الوقت الذي حاولت فيه الحشود، الخميس، اقتحام المكاتب التابعة لوكالة الأنباء الوطنية في العاصمة باريس. وتمكنت الشرطة من حماية الصحافي ديفيد بيروتين بعد أن حاصره ملثمون.
واندلعت احتجاجات ضد وكالة الأنباء الفرنسية جراء التغطية التي قامت بها وتناولت خلالها النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، حيث تجمع نحو 100 شخص يلوحون بالرايات محاولين اقتحام مكاتب وكالة "فرانس برس". ومع اقتراب الحشد من مدخل المبنى المقابل لبورصة باريس، واجهتهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع من أجل تفرقتهم ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين.
وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى التخلص من الصحافيين، وصاح آخرون واصفين إياهم بـ"المتطرفين"، كما هتفوا أيضاً بعبارات منددة بالتعاون الفرنسي مع "النازيين" خلال الحرب العالمية الثانية، رافعين لافتات تحمل عبارة "AFP collabo".
وعمل بيروتين على تغطية أحداث العنف ونشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكثيرًا ما تناول ما تقوم به رابطة الدفاع عن الجالية اليهودية في فرنسا المعروف عنها القيام بأنشطة غير مشروعة. وفي حزيران / يونيو من العام المنصرم، جرى توجيه اتهامات لاثنين من أعضاء الدفاع عن الجالية اليهودية لتورطهما في زرع متفجرات أسفل سيارة الصحافي المناهض للصهيونية مع الحكم عليهما بعقوبة السجن إلا أن أحدهما تمكن من العودة إلى "إسرائيل".
وأكد أحد المتظاهرين أنهم حضروا من أجل دعم "إسرائيل" في حربها ضد العرب، مضيفاً أن الصحافي يعمل لصالح وكالة الأنباء الفرنسية التي تدعم المتطرفين وهو السبب الذي دعا إلى التظاهر.
يُذكر أنه كانت هناك دعوات لحظر رابطة الدفاع عن الجالية اليهودية في فرنسـا، ولكن تهديدات وزير الداخلية بيرنار كازنوفا الذي استنكر ما يقومون به لم تفعّل حتى الآن.