دمشق - نورا خوام
يصوّر الممثل روس كيمب (51 عاما) فيلما وثائقيا جديدا سيصدر هذا الأسبوع ويجسّد لحظة اطلاق النار عليه بواسطة قناصة "داعش" عند انضمامه الى المقاتلين الأكراد على خط المواجهة السورية، وكان كيمب مختبئا تحت الأنقاض معهم في القتال ضد التنظيم عندما أُطلقت رصاصة فوق رأسه على بعد 300 مترا، وتصدع الحائط خلفه وتطايرات الشظايا قبل أن يتمكن من الهروب إلى بر الأمان، وكان الحادث بالقرب من نهر الفرات في سورية أثناء تصوير الفيلم الوثائقي "القتال ضد داعش" والذي سيبث هذا الأسبوع، ووصف كيمب ما حدث قائلا " أصبحنا تحت نيران القناصة المكثفة حتى أنك لا تكاد تسمع الرصاصة وهي تتحرك نحوك إنها تتحرك أسرع من سرعة الصوت، يمكنك سماع الرصاصة وهي تكسر حاجز الصوت لتصل إلى الجدار ويمكنك الشعور بضغط الهواء وصوت الرياح حول الرصاصة"، وعندما سُئل عن المخاطرة بحياته أجاب كيمب " إنه جزء من العمل إذا كنت ستذهب إلى الخطوط الأمامية يجب آلا تنخدع بأي وتعلم أن هناك فرصة لإطلاق النار عليك".
واكتشف النجم الذي عاد مؤخرا ليلعب دور غرانت ميتشل أن "داعش" استهدفته هو وفريقه لأنهم غربيين، وتمكن مقاتل كردي من اختراق أجهزة راديو "داعش" واستمع إليهم يتحدثون عن إطلاق النار على كيمب، وتابع كيمب واصفا الحدث " لم يكن هناك مسافة بيننا وبين "داعش" كنا في محاولة للانخفاض إلى أسفل قدر الإمكان حتى استنشقنا رائحة التربة، وكان يدور في رأسي أنه علي خفض رأسي لأسفل وعدم المخاطرة برفع رأسي فوق حافة الشرفة عند التحرك"، وأجرى كيمب عدة أفلام وثائقية في بعض المدن الأكثر خطورة في العالم لكنه اليوم وصف الفيلم بأفضل فيلم لديه عن أي وقت مضى، وتحدث إلى لورين على ITV " هناك لحظة ذهبنا فيها إلى بلدة سينجار وصادفنا مقابر جماعية وضحايا لأفظع السلوكيات الوحشية التي لم أسمع عنها قط، وأردت أن يعرف العالم كيف يشبه أن تعيش تحت حكم "داعش" ، وكان من المقرر أن نبقى لمدة أسبوعين ونصف ولكننا بقينا لأكثر من 3 أسابيع لأننا أدركنا أن وصولنا إلى هذه المناطق استثنائيا، كانت رحلة مليئة بعدة مشاعر وقضينا وقتا مع الناس الذين فقدوا حياتهم، وكنا في قرية وتحدثنا إلى عدد من الناس وبعد أن غادرنا ب 3 أيام جاء مقاتلوا "داعش" واحتلوا القرية".
وأفاد كيمب عن مهنته كصانع أفلام وثائقية " أنا فخور بالفيلم عن العراق ووسورية وسيصدر في يوليو/ تموز، حاولنا تسليط الضوء حول ما يحدث في الواقع عند قتال "داعش" ، أعتقد أننا نجحنا في الوصول لهذه المناطق لأننا لسنا منظمة كبيرة، لقد حاورت سجين لدى "داعش" ولا أعتقد أن العديد من الناس شاهدوا ذلك"، وعندما سُئل كيمب عما إذا كان يخشى أخذه كرهينة في مناطق الحرب أجاب " بالطبع هناك قلق لدي عائلة وكل شئ ولكنها مهنتي وأنا أحبها بالتأكيد، إنها شئ يمنحني الحرية في حياتي وربما لم أكن ذلك عند التمثيل"، وليست هذه المرة الأولى التي يخاطر فيها كيمب بحياته من أجل برنامج تليفزيوني، وفي عام 2014 رُصد كيمب على الكاميرا في مواجهة مع مقاتلين مسلحين في بابوا نيو غينيا، وتسلق كيمب وفريقه غابة بالقرب من مدينة هاجان لمقابلة الجنرال وهو عيم عصابة من اللصوص الذين يمارسون العنف وترويع الأحياء الفقيرة، إلا أن الرحلة انتهت بكارثة بعد أن وجه ثلاثة من الرجال المسلحين البنادق إلى كيمب في الأدغال، وشوهد الممثل وهو يبعد البنادق قائلا "هل ستقتلني؟ لا أحد سيفعل ذلك"، وفي النهاية سُمح له بالمغادرة دون الإصابة بأذى.