عدن ـ منى المصري
أعلن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، الجمعة، تخصيص جائزة سنوية للمدافعين عن حقوق الإنسان تحمل اسم "الشهيدة ريهام البدر"، الحقوقية والناشطة العاملة في الإغاثة والمبادرات الإنسانية، التي اغتالتها رصاصة قناص حوثي، في جريمة وحشية هزت ضمير العالم.
جاء هذا الإعلان خلال ندوة عن "حالة المدافعين عن حقوق الإنسان في اليمن"، ضمن الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف، وذلك لتخليد دور المدافعين والنشطاء والمشتغلين في مجال حقوق الإنسان في اليمن والمنطقة العربية.
وذكرت الناشطة الحقوقية والمحامية، هدى الصراري، أن الجائزة ستقدم سنويا للنشطاء والراصدين الجيدين، إذ ستعد بمثابة تكريم لدور ريهام البدر، وستقدم سنويا في ذكرى مقتلها برصاص قناص حوثي في التاسع من فبراير/شباط الماضي، أثناء رصدها الانتهاكات وتوزيع الإغاثات الإنسانية على المدنيين المحاصرين من قبل الحوثيين غرب مدينة تعز.
والراحلة ريهام البدر، المحامية الشابة والناشطة الحقوقية، كرست جهدها ضمن عملها في اللجنة الوطنية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان لتوثيق جرائم الانقلابيين في تعز، حتى سقطت ضحية لوحشيتهم، وبجوارها الشاب مؤمن سعيد، أثناء تسييرها لمساعدات إغاثية للمحاصرين باسم أسامة سلام، ورفيقها الذي طالته يد الإجرام ذاتها قبلها بشهر.
كانت ريهام البدر البنت الوحيدة لأمها من بين إخوانها الذكور، وفقدت شقيقها قبل أقل من عام برصاص الميليشيات الانقلابية في تعز، وهي لم تكن مجرد ناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي، بل كانت تتحرك بصمت وسط مدينة مطوقة بحصار الميليشيات الانقلابية، وأسهمت بشكل لافت في جهود مساعدة المتضررين المدنيين من حصار الحوثيين، وساعدت عشرات الأهالي الساكنين على خطوط النار، والتي حالت ظروفهم المادية والاجتماعية بينهم وبين النزوح من منازلهم، وخاطرت بحياتها ووصلت إليهم من أجل إيصال المواد الغذائية متجاوزة ظروف الحرب والمتاعب والصعوبات، وكانت تقوم بتوفير الأدوية للمستشفيات وتساعد المحتاجين بالغذاء وتبعث الأمل في نفوس الجرحى عند زيارتهم، وأسهمت في إيصال معاناة تعز إعلاميا، وأسست عددا من المبادرات الإنسانية لمساعدة أبناء مدينة تعز.
ولاقت جريمة قتلها استنكارا وإدانة واسعة، وكتب عشرات الصحافيين والناشطين عن دور الناشطة في التخفيف من معاناة أبناء تعز خلال الحرب، وتنقلها بين الجبهات ودورها في تخفيف أوجاع النازحين والمرضى.
وانتقدت منظمات حقوقية، في أكثر من مرة، استهداف ميليشيات الحوثي الانقلابية للصحافيين والناشطين الحقوقيين، في محاولة لإخفاء جرائمها في اليمن وعدم وصولها إلى الرأي العام الدولي.