لندن ـ كاتيا حداد
حمل عام 2016 الذي شارف على الإنتهاء، العشرات من الأحداث التي رصدتها الكاميرات الصحافية، فمن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية وقصف حلب إلى حريق القيارة المستمر في الموصل وأزمة اللاجئين في أوروبا، نقل المصورون لحظات فارقة وتاريخية ومبكية، عاشوا من وراء هذه اللقطات، البكاء والخوف والارتباك.
وتصدّرت صورة كارل كورت لاحتراق حقول نفط القيارة في العراق في 21 أكتوبر/تشرين الأول، أهم الأحداث، وعلّق كورت على صورته أنه "بعد رحلة طويلة إلى القيارة في العراق، اندهشت من الأجواء والمناخ هناك، ثم شعرت بالخطورة وهذا كان شعور الصحافي المحلي المرافق لي. كنت ألتقط صورًا لأعمدة طويلة من الدخان الأسود الذي كان يتصاعد لمئات الأمتار في الهواء، وحجب السخام الشمس مما جعل المشهد سينمائيًا للغاية. ثم ظهر أحد الأطفال وهو مستقل دراجته وتوقف ونظر إلى مندهشًا لثوانٍ قليلة، وشعرت أنها اللحظة المناسبة لالتقاط الصورة التي جئت من أجلها".
وشهد عام 2016 الإنتخابات الأميركية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب غير المتوقّع، والتقط وين مكنامي صورته التي تصدّرت أهم أحداث 2016 في 10 نوفمبر/تشرين الثاني في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وعلّق مكنامي على الصورة أنه "بعد يوم من الانتخابات الرئاسية، غادرت مدينة نيويورك لتغطية المؤتمر الانتخابي للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكنها لم تظهر. ثم طلبنا من المكتب الصحفي في البيت الأبيض تغطية اللقاء الأول بين باراك أوباما ودونالد ترامب. وبالفعل ذهبنا في الصباح التالي مع ما يقرب من 30 مصور صحفي، وكان الأمر فوضويًا للغاية؛ إذ تهافت الصحفيون على أوباما وترامب بالأسئلة، كنت أتوقع أن يكون اللقاء بينهما فاترًا، لكن ما حدث هو العكس تمامًا، كانا متحمسان للغاية. بدا لي أن أوباما قد قرر بالفعل أن أنسب وسيلة للمضي قدمًا هي أن يعرض المساعدة على ترامب وأن يحرص على أن الحكومة تمارس وظيفتها كما ينبغي".
والتقط المصوّر دونالد ميرالي، في 8 أكتوبر/تشرين الأول في كيلوا كونا في هاواي، صورة لسلحفاة صغيرة ظهرت وسط سباق الرجل الحديد تحت الماء، وعلّق ميرالي أنه "بينما كنت أستعد لتصوير سباق الرجل الحديد، لاح لي شيئًا غريبًا. وجدت نفسي محاطًا بسلحفاء بحرية خضراء تحوم حولي، كانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها سلحفاء بحرية، خاصة إنها عادة ما تعوم بعيدًا عن الحشود الكبيرة، وحصلت على فرصة التقاط بعض الصور، ثم بدأ السباق بعدها بدقيقتين، حالما التقطت هذه الصورة، أدركت أنها لحظة استثنائية، حيث أرهبني مشهد السلحفاء وهي تعوم تحت أعداد كبيرة من البشر".
وخطف مارزيو سانشيز، صورته التي تصدّرت أبرز صور 2016، في 2 أكتوبر/تشرين الأول في مظاهرة النشيد الوطني لاتحاد كرة القدم الأميركي الوطني، مشيرًا إلى أنه "كنت أعرف أن اللاعب رقم 7 لفريق سان فرانسيسكو فورتيناينرز لكرة القدم الأميركية، كالن كابرنك، سوف يتخذ موقفًا من النشيد الوطني، لأنه فعل هذا الأمر قبل تلك الواقعة بأسابيع، قال إنه كان يحاول الإدلاء بتصريح حول اضطهاد الأميركيين السود والمواطنين غير البيض، خاصة على يد أفراد الشرطة، كان هدفي هو أن التقط أوضح صورة ممكنة، وهذا يعني أنني سأقف قريبًا جدًا من اللاعبين، أقرب من الحد المسموح به، ظللت أمشي وأنا أظن أن أحد المسؤولين عن الفريق سيوقفني، لكن لم يحدث هذا الأمر، استمريت في المشي إلى أن التقط هذه الصورة".
وصوّر المبدع إتيان لوران لقطته التي تصدّرت أحداث العام في 26 أكتوبر/تشرين الأول في مخيم كاليه في فرنسا، مبيّنًا أنه "يصعب تصديق أن تلك الصورة تم التقاطها في فرنسا، من يراها يظن أنها التقطت في وسط الصحراء أو مدينة بالقرب من الموصل أو مدينة في حالة حرب، إنها أشبه بمدينة محاصرة تلتهما النيران. لم أشعر بالصدمة، كنت أشعر أن المخيم الذي يسمي بالأدغال سيتم إحراقه، لكن لا أحد يعرف من الذي أحرقه، أغطى أحداث المخيم منذ 4 سنوات، وأعرف الناس هناك، إنهم مسالمين للغاية، لكننا كنا نعرف أن النهاية حتمية قبل إشعال الحريق، بالنسبة لي هذه الصورة وضعت النهاية ولكن ليس الحل، بيد أنه لا يوجد مكان حتى الآن لإيواء هؤلاء اللاجئين.
وتحدّث مارك جي ريبيلاس عن صورته التي التقطها في 7 فبراير/شباط سوبر بولفي الولايات المتحدة الأميركية، للفنانة بيونسيه أنه "كنت أعرف أن بيونسيه ستغني هذا اليوم، إلا أن ترتيبات ظهورها كانت سرية للغاية، بعد أن ظهرت تحول المشهد إلى فوضى عارمة وكان الزحام شديدًا للغاية، كانت فرصة التقاطي للصورة تكاد تكون مستحيلة، إلا أنني وقفت على إحدى المنصات لأحصل على رؤية واضحة، وتمكنت من التقاط الصورة".
وأكّد مصوّر دونالد ترامب مع طفلين صغيرين خلال حملته الإنتخابية، في 29 يوليو/تموز كولورادو، في الولايات المتحدة الأميركية، سكوت ستوكى، أنه "لا أعتبر نفسي أحد المتحمسين لترامب، لذا عندما تم إرسالي لتغطية حملته الانتخابية في إحدى كليات مدينة كولورادو سبرينغس، لم أكن متشوقًا للاستماع إليه، بعد أن انتهى من خطابه، دُعينا إلى المنصة، حينها شعرت بالحماسة، كان المكان ضيقًا للغاية، لذا ذهبت إلى الجانب الآخر وانتظرت ترامب وهو يشق طريقه خلال الصفوف، كنت اتحسس كاميرتي، لكن عندما شاهد سيدتين وهما تعطيانه أطفالهما شعرت بأنها الفرصة المثالية لالتقاط الصورة".
وأفادت المصوّرة كيتيفان كاردافا، أنها التقطت صورتها التي تصدّرت أحداث 2016 في 22 مارس/آذار في مطار بروكسل الدولي في بلجيكا، مشيرة إلى أنه "كنت في صالة المطار الرئيسية عندما وقع الانفجاران، لا أعرف كيف نجوت، لكن البوليس أخبرني لاحقًا أن نجاتي دون إصابة كانت معجزة حقيقة، نظرت إلى يميني ورأيت مشهدًا من الجحيم. سقط الجميع على الأرض وتحطم الزجاج، وغطت الأرض بالدماء والغبار، وكانت الأشلاء في كل مكان. لم أشعر إلا ويدي في جيبي تخرج الهاتف وتلتقط الصور. التقط هذه الصورة في الثامنة صباحًا وبعدها التقطت 11 صورة، أخبرتني الشرطة أن وقوفي هنا خطر على حياتي، لن أنسى هذا الأمر مطلقًا".
وصوّر محمود رسلان في 17 أغسطس/آب في مدينة حلب السورية، اللقطة التي أثّرت على الكثير من الأشخاص حول العالم، عندما التقط صورة للطفل عمران دقنيش لحظة نجاته من الغارات الروسية، وأوضح رسلان أنه "جلس الطفل عمران دقنيش البالغ من العمر 5 سنوات في سيارة الإسعاف ووجهه ملطخًا بالدماء والتراب وعليه إمارات الدهشة، بعد أن نجا من القصف الروسي-السوري على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، ومنها منزل أسرته".
وكشفت مارينا ميليتاري، أن صورتها التي التقطتها في 25 مايو/أيار في البحر الأبيض المتوسط أوضحت معاناة اللاجئين، مشيرة إلى أن "سفن البحرية الإيطالية حاولت إنقاذ اللاجئين بعد أن غرق مركبهم في عرض البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا، ووصل عدد الذين تم إنقاذهم حوالي 500 شخص، وتم اكتشاف جثث 7 آخرين خلال عملية الإنقاذ".