لندن ـ كاتيا حداد
رفضت فضائية "ABC" العريضة التي وقع عليها 20 ألف شخص لطرد مقدمة البرامج ياسمين عبد المجيد من القناة. وكانت ياسمين عبد الماجد، (سودانية الأصل) اختلفت مع عضوة مجلس الشيوخ الأسترالي، جاكي لامبي، حول قضية تطبيق الشريعة الإسلامية في برنامج "Q&A" عبر قناة ABC، مما جعل ياسمين تستعين بوسيم دوريح، المتحدث باسم حزب التحرير المتشدد، وتسأله عن رأيه في أدائها أثناء المناظرة، الأمر الذي تسبب في توقيع نحو 20 ألف شخص على طلب طرد ياسمين من القناة.
وكانت ياسمين، البالغة من العمر 25 عاما، التي تعمل مقدمة برامج في قناة ABC قد اختلفت مع جاكوي، بعد أن طالبت عضوة مجلس الشيوخ بترحيل الذين يؤيدون تطبيق الشريعة، وردت ياسمين على ادعاء جاكوي، بعدم احترام الإسلام لحقوق المرأة، قائلة "الإسلام هو أكثر الأديان حفاظًا على حقوق المرأة". وطلبت ياسمين عبر صفحتها الشخصية من وسيم تحليل أدائها في المناظرة حيث كتبت "سعيدة بأن اسمع آرائكم حول هذا الموضوع، ما الأخطاء التي ارتكبتها بالضبط؟ وكيف يمكنني تداركها في المستقبل إن شاء الله؟".
من جانبه، رد وسيم قائلا "بداية، جزاك الله خيرا على مجهودك الرائع، لقد كان اختبارا صعبا"، وتابع "باختصار، لقد تحدثت عن الإسلام من منظور علماني، وقصدت بحديثك أناسًا علمانيون، تحت مراقبة حكومة علمانية، لذلك لم تكن النتائج جيدة". وردت ياسمين "لقد كان الأمر مخادعًا"، قبل أن تطلب من وسيم مراسلتها بشكل خاص. ويُذكر أن حزب التحرير، الذي ينشط في 50 دولة من بينهم أستراليا، ينادي بتوحد الأمة الإسلامية ويأمر بتطبيق الشريعة في كل البلدان الإسلامية، كما أن قوانينهم تدعو إلى قتل أهل الردة.
ورغم أن طلب إقالة ياسمين، الذي نشرته جماعة يمينية، قد وقع عليه أكثر من 20 شخص عبر الإنترنت، إلا أن المتحدث الرسمي باسم ABC صرح بأنه لا نية للقناة في إقالة مقدمة البرامج المسلمة. ويذكر أن الطلب كان بدافع أن ياسمين لم تحترم القوانين المعمول بها في أستراليا، حيث لا يعلو أي دين على القانون، فيما أشارت ياسمين أثناء النقاش الساخن إلى أن دين الإسلام يأمر أتباعه باتباع القانون الجاري في الدولة التي يعيشون فيها.
من ناحية أخرى، وقع ما يقرب من 2800 شخص على طلب قدمه بعض الناشطين الإسلاميين، حيث يدعو الطلب القناة إلى الاعتذار للأمة الإسلامية عن تشويه جاكوي لأحكام الشريعة الإسلامية أمام أعين الملايين". وقد تعرضت ياسمين أيضًا لانتقاد بعد نشرها مقطع فيديو ترجع فيه حظر قيادة المرأة في المملكة العربية السعودية إلى ثقافة وعادات الدولة وليس إلى أحكام الشريعة، وقالت " لا أنكر أن بعض الدول الإسلامية يديرها حكام ظالمين ومستبدين، مما ساعد ذلك على تشويه الشريعة الإسلامية".
ويشار إلى أن ياسمين كانت قد ذهبت العام الماضي في رحلة ممولة إلى السودان والمملكة العربية السعودية والإمارات للترويج لكتابها الجديد، ولكنها لم تتحدث عن القضايا الشائكة مثل الختان، ولا رجم الزاني في العالم الإسلامي. ويُذكر أن الصومالية المستوطنة في الولايات المتحدة، أيان حرسي على، انتقدت أيضا تصريحات ياسمين، وأضافت الكاتبة، التي تُعتبر من أكبر الناشطين ضد الإسلام، أن الحكومة الأسترالية تحاول استضافة المسلمين المعتدلين من أجل خطة بناءة باستيعاب المسلمين في عالم من الحرية.