لندن - سليم كرم
طالب مقدم البرامج في "بي بي سي" جاستن ويب، وسائل الإعلام بضرورة إعادة النظر مرة أخرى في كيفية تغطية السياسة وطريقة عرضها إلى الجمهور، وذلك عقب التصويت بمغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.
وجاء ذلك عقب انتقاد منتج الأفلام الحائز على الأوسكار لورد بوتنام، لتغطية "البي بي سي"، للمناقشة الأوروبية متمسكة بقواعد الصارمة بشأن الحياد. وأشار ويب إلى شعور بعض الناس الذين دعموا البقاء، بالخذلان من التغطية الإعلامية للمناقشة قبل نتيجة التصويت التاريخية في 23 يونيو/ حزيزان، قائلًا "المناقشة حول الحياد والنزاهة في العصر الحديث أظن أن المذيعين سيرحبون بها إذا أعادوا تنظيم تفكيرهم، ولا ينبغي أن تترك المناقشة لغرف الأخبار ومكاتب التحرير وأقسام الصحافة في الجامعات، لكنها يجب أن تهمنا جميعًا، ومن أوضح الرسائل خلال حملة الاستفتاء أن الجماهير كانت متعطشة لمعرفة الحقيقة، لأن الناس أرادوا الذهاب إلى ما هو أبعد من الدعوة المضادة لمعرفة ما هو صحيح بالفعل".
واتسم ما بعد التصويت بتراجع كبار نشطاء حملة المغادرة عن المزاعم التي ذكروها قبل التصويت، مثل تعهد الأصوات المؤيدة للمغادرة بإرسال 350 مليون استرليني للاتحاد الأوروبي أسبوعيًا لمنظمة الخدمات الصحية الوطنية. وكتب ويب "يعتقد من هم في الجانب الخاسر أنهم تعرضوا للخذلان، وتسأل بونتام عما إذا كان يمكن نسف قواعد النزاهة والبحث عن الحقيقة، واتهم البي بي سي بتقديم تغطية مُمسكة، وتعد مسألة الحياد من المسائل الهامة المثارة وهي من الأمور التي مرت بها بي بي سي في تغطيتها لموضوعات مثل تغير المناخ، وكان معظم العلماء على جانب واحد من الحجة فقط ولكن بعض النشطاء المشاكسين يعتقدون أنهم على خطأ ولكن يجب أن يكون السؤال جزء من نقاش أوسع".
وأوضح بوتنام نائب الرئيس السابق للقناة الرابعة الأسبوع الماضي، أن وسائل الإعلام ككل فشلت في معالجة رؤية مونتي البايثونية لأوروبا والتي سُمح لها بالذهاب دون منازع لمدة 30 أو 40 عامًا، وكان بونتام نفسه واحد من القوى الدافعة لتغيير طريقة تغطية بي بي سي لقضايا تغير المناخ، وردد المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية السابق غريغ دايك أفكار بونتام في الأسبوع الأخير في تقرير عن مستقبل خدمة البث العام قائلًا "اتفهم تمامًا لماذا قاموا بالتغطية بهذه الطريقة لأن هناك أناس معهم ساعات توقف ولكن النتيجة التي لاحظتها كانت مملة قليلًا لنكون صادقين".
وتابع ويب قائلًا "نحن نميل إلى اعتبار الحملات للسياسات الواعدة والتطلعات التي يتم اختبارها ضد وقائع العالم الحقيقي، فمزيدًا من المقابلات وتدقيق الحقائق بعيدًا عن الهراء يسمح للجمهور بإتخاذ خيار متوازن، وبشكل جاد في العالم الحديث ليس هذا بالضرورة ما يحدث، من البديهي أن نقول أننا في مرحلة ما بعد الأيديولوجية فنحن لا نصوت تصويتًا قبليًا للعمال على أساس حب الاشتراكية أو الرأسمالية، إنما هو أمر نمطي بالمثل للحديث عما بعد الواقعية حيث لا يقبل أحد رؤية الواقع بواسطة شخص أخر ولكن من خلال الجانب الخاص به فقط، وربما تكمل مشكلتنا الحقيقية في أننا ندخل عصر سياسات الهوية، ويسعى السياسيون والنشطاء إلى ذلك من خلال الإيماءات والإشارات ليجعلوك تعلم إلى من تنتمي وأن شعبك هنا".