واشنطن ـ رولا عيسى
أكد جوليان أسانغ ، مؤسس موقع ويكيليكس ، أنه سيبقى داخل السفارة الأكوادورية في لندن من أجل تجنب تسليمه إلى الولايات المتحدة ، مع أنه أبلغ أنه لم يعد يواجه تحقيقًا جنسيًا من قبل السلطات السويدية.
وأشاد مؤسس ويكيليكس بقرار وقف القضية التي استمرت سبعة أعوام ضده ، قائلًا "انتصار مهم ، الحرب السليمة بدأت للتو" ، وذلك بعد تصريحات شرطة العاصمة أنه سيظل مطلوبًا إذا خرج من السفارة.
ويعد أسانغ ، الذي تم حجزه في السفارة منذ يونيو/حزيران 2012 ، مطلوب من قبل السلطات البريطانية بعد خرق شروط الكفالة قبل خمسة أعوام ، وفى كلمته أمام حشد من شرفة السفارة وسط لندن ، اتهم السلطات البريطانية بتجاهل القوانين الدولية الخاصة باللجوء وهو موقف وصفه بأنه لا يمكن الدفاع عنه.
وقال أسانغ "لقد حققنا اليوم انتصارًا مهمًا، لكن الطريق لم ينته بعد ، الحرب الصحيحة بدأت للتو ، إن الادعاء بأن المملكة المتحدة لديها الحق في اعتقالي لطلب اللجوء في قضية حيث لم تكن هناك اتهامات هو ببساطة آمر لا يمكن الدفاع عنه ، لقد اتصل موظفونا القانونيون بالسلطات البريطانية ونأمل في الدخول في حوار حول أفضل السبل للمضي قدمًا".
بينما أكد المتحدث بإسم شرطة العاصمة أنه لا يزال هناك أمر باعتقاله بسبب انتهاك شروط الكفالة، ومن ثم سيحتجز إذا غادر المبنى الدبلوماسي ، فيما تشير المصادر القانونية إلى أنَّ أقصى حكم قد يواجه في مثل هذا عقوبة السجن لمدة 12 شهرًا ، ولكن خوف أسانغ الأكبر يبقى احتمال أنه لا يزال من الممكن تسليمه إلى الولايات المتحدة لدوره في نشر المواد المسربة على موقع ويكيليكس.
وفى الشهر الماضي أوضح النائب العام الأميركي جيف سيسيونس ، أن اعتقال أسانغ مازال يمثل الأولوية في إدارته ، وفي حالة إدانته يمكن سجنه لمدة تصل إلى 45 عامًا ، كما طلب من المدعين العامين توجيه اتهامات محتملة ضده، ليصر المسؤولين في واشنطن على أن القضية مازالت جارية.
ورفضت وزارة الداخلية البريطانية الليلة الماضية تأكيد أو نفي ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت بالفعل مذكرة اعتقال لأسانغ ، وردًا على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا ستؤيد طلب تسليمه إلى الولايات المتحدة، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي "أننا ننظر إلى طلبات التسليم على أساس كل حالة على حدة، وفيما يتعلق بجوليان أسانغ ، فلإن أي قرار يتخذ متعلق به هو بعد مغادرة السفارة الأكوادورية وسيكون أمرًا إداريًا خاصًا بالشرطة .
وقال المتحدث بإسم الشرطة البريطانية "أصدرت محكمة ويستمنستر الجزئية أمرًا باعتقال جوليان أسانغ بعد أن رفض تسليم نفسه أمام المحكمة في 29 يونيو/حزيران 2012 ، وتعد دائرة شرطة العاصمة ملزمة بتنفيذ هذا الأمر إذا ترك السفارة.
وأضاف المتحدث "في حين أن أسانغ كان مطلوبًا في مذكرة توقيف أوروبي لجريمة خطيرة للغاية، فإن رد شرطة العاصمة يعكس الطبيعة الخطيرة لتلك الجريمة ، الآن تغير الموقف وأوقفت السلطات السويدية تحقيقها في الأمر ، وأسانغ لا يزال مطلوبًا بسبب مخالفة أقل خطورة بكثير ، وشرطة العاصمة سوف توفر الموارد الملائمة للتعامل مع هذه المخالفة ، لن تعلق بأكثر من ذلك على خطة عملياتية" ، في إشارة إلى خطواتها المقبلة.
وتوقفت شرطة العاصمة عن وجودها على مدار الساعة خارج السفارة في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وسط جدل حول التكلفة المتصاعدة لهذه العملية ، التي يعتقد أنها كلفت أكثر من 12 مليون جنيهًا إسترليني ، فيما شدد المتحدث بإسم الحكومة الأكوادورية أنها ستضاعف جهودها للسماح لأسانغ بترك السفارة وتقديم عرض للجوء في بلادها.