الرئيس الأميركي دونالد ترامب

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المئات من الصحف الأميركية التي نشرت مقالات افتتاحية الخميس للدفاع عن حرية الصحافة وشجب هجماته المستمرة على وسائل الإعلام، وكتب الرئيس تغريدة عبر موقع "تويتر" باستخدام الحروف الكبيرة "وسائل الإعلام المزيفة هي حزب المعارضة.. إنها أمر سيئ للغاية بالنسبة إلى بلدنا العظيم"، وأضاف" لكننا نربح!".

الصحف ومجلس الشيوخ يتحدان
وردّت أكثر من 350 صحيفة عبر أميركا، سواء كانت كبيرة أوصغيرة، على هجمات ترامب التي لا هوادة فيها على معظم وسائل الإعلام السائدة، والتي وصفها بأنها "أخبار مزيفة" و"عدو الشعب"، وبدأت الحملة صحيفة "بوسطن غلوب" ودعمتها صحيفة "غارديان" البريطانية.

وتبنّى مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع قرارا الخميس يؤكد دعمه لصحافة حرة، ويعلن أن "الصحافة ليست عدوة الشعب"، وكان القرار غير الملزم الذي وافق عليه التصويت الصوتي بمثابة توبيخ لترامب الذي وصف الصحافيين لأكثر من 18 شهرا بأنهم "عدو الشعب".

ويؤكد القرار "على الدور الحيوي الذي لا غنى عنه الذي تخدمه الصحافة الحرة لإعلام الناخبين، وكشف الحقيقة، والعمل كرقابة على السلطة المتأصلة في الحكومة، ومزيد من الخطب والمناظرات الوطنية، وبخلاف ذلك تقدم الديمقراطية والاعتزاز، الخاصة بقواعد وحريات الولايات المتحدة". ونقلت غلوب عن الأب المؤسس لها جون آدامز، الذي وُلد ومات في ماساتشوستس وأصبح ثاني رئيس للولايات المتحدة، حيث قال "إن حرية الصحافة ضرورية لأمن الحرية".

ترامب يزيد من هجماته
وردّ ترامب بمضاعفة هجماته في خطبة "تويتر" الخطيرة الخميس، وقال "بوسطن غلوب التي بيعت إلى نيويورك تايمز الفاشلة مقابل 1.3 مليارات دولار (بالإضافة إلى 800 مليون دولار في الخسائر والاستثمار)، أو 2.1 مليار دولار، ثم بيعت من قبل التايمز مقابل 1 دولار، الآن تظهر في الطابور مع أوراق أخرى تتحدّث عن الصحافة الحرة.. اثبتوا ذلك!".

ورغم خطاب ترامب، ادعى أنه مؤيد لحرية الصحافة، وقال على حد تعبيره "لا يوجد شيء أرغب فيه أكثر بالنسبة إلى بلدنا من حرية الصحافة الحقيقية، الحقيقة هي أن الصحافة حرة في الكتابة حين تقول أي شيء تريده، لكن الكثير مما تقولونه "أخبار مزيفة"، أو دفع جدول أعمال سياسي أو مجرد محاولة لإيذاء الناس.. الصدق يفوز!". وتضمنت الصحف التي نشرت مقالات افتتاحية الخميس "نيويورك تايمز" و"شيكاغو صن تايمز" و"فيلادلفيا إنكوايرر" و"ميامي هيرالد".

"بوسطن غلوب" تقود الحملة
واقترحت صفحة "غلوب" التحريرية الأسبوع الماضي أن تستجيب الصحف في انسجام تام مع الهجمات المتصاعدة، وكتبت غلوب في مقالها الافتتاحي "هذا الهجوم الدؤوب على الصحافة الحرة له عواقب وخيمة.. عظمة أميركا تعتمد على دور الصحافة الحرة في قول الحقيقة للأقوياء".

ووفقا إلى استطلاع حديث نشرته الصحيفة، اتفق ربع الأميركيين ونحو نصف الجمهوريين على الرأي القائل بأن الرئيس يجب أن يكون قادرا على إغلاق المنافذ الإخبارية للسلوك السيئ، وشجعت صحيفة "نيويورك تايمز" القراء على الاشتراك في صحفهم المحلية، وهو قطاع يكافح ماليا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وفي صفحتها التحريرية الخاصة، نقلت غلوب مقتطفات من عشرات الصحف التي دافعت عن حرية الصحافة كجزء من الاحتجاج المنظم، وكتب هيلزبورو تريبيون في ولاية أوريغون "الأخبار ليست مفبركة.. فقط لأنك ترى الأشياء بشكل مختلف".

وكتبت صحيفة "جونسون جورنال كوربوريشن" في نيويورك "يريد الرئيس من أنصاره أن يستنتجوا أن ما يتعلمونه من وسائل الإعلام غير حقيقي، حسنا، شخص يمتلك تاريخ ترامب الكاذب لا يمكن أن تستعين بكلمته في هذا الأمر". وقال هازن ستار من داكوتا الشمالية "ببساطة، طرح الأسئلة الصعبة ليست أخبارا مزيفة".