واشنطن ـ رولا عيسى
انتقدت رئيسة مؤسسة الإذاعة العامة باتريشيا هاريسون، في بيان لها، تخفيضات الميزانية المقترحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلة إنه "سيؤثر على البرامج التلفزيونية، التي تذاع على شبكة التلفزيون العامة. وأضافت أن تقليص الأنفاق الفيدرالي عن شبكة التلفزيون العام سيدمر في بداية ونهاية المطاف دور وسائل الإعلام العامة في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، والسلامة العامة، وربط المواطنين بتاريخنا، وتعزيز المناقشات المدنية".
وكشفت ميزانية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن خطط لتعزيز نفقات الدفاع العسكري، مقابل تقليص تمويل المساعدات الأجنبية بدرجة كبيرة. في حين ستوقف الإدارة الأميركية تمامًا تمويل هيئة البث العام "بي بي سي"، وهي الجهة التي تحصل على أكبر نسبة من تمويل البث العام في الولايات المتحدة. ويعتزم الرئيس أيضا التخلص من الصندوق الوطني للفنون والمؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية.
وقالت مديرة مكتب إدارة الميزانية ميك مولفاني، "عندما نبدأ في النظر إلى الأماكن التي من شأنها تقليص الإنفاق، لابد من طرح سؤال، هل يمكننا حقا الاستمرار في الدفع لبرنامج مثل منجم الفحم في وست فرجينيا أو الأم العزباء في ديترويت؟ . والجواب هو لا"، وتابع "يمكننا أن نطلب من دافعي الضرائب دفع ثمن الدفاع، وسنقوم بذلك. ولكننا لا يمكن أن نطلب منهم مواصلة الدفع لشركة الإذاعة العامة ".
وأشارت هاريسون إلى أن مؤسسة البث العام، التي تمول محطات التلفزيون العامة في جميع أنحاء البلاد التي تقدم محتوى مجاني، لا تكلف المواطن الأميركي سوى 1.35 دولار لكل مواطن، سنويًا، في حين أن أرباح الأسهم ضخمة لكل أميركي". وأضافت أن توسيع الفرص، بدءًا من المحتوى التعليمي للأطفال وتقديم الأخبار والمعلومات أساسيًا، لضمان السلامة العامة والأمن الداخلي من خلال التنبيهات في حالات الطوارئ، ويعتبر هذا استثمار حيوي يقوي مجتمعاتنا. وقلت أن تلك البرامج وهذا المحتوي التي تقدمها شبكة التلفزيون العام من الأهمية، بمكان خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المدن الصغيرة والمناطق الريفية والمحرومة. ولفتت إلى أنه لا يوجد "بديل للتمويل الاتحادي قابل للتطبيق"، وأن المذيعين سيخسرون.
ونذرت للعمل مع الإدارة الجديدة والكونغرس في رفع الوعي، أن القضاء على التمويل الاتحادي لشبكة الإذاعة العامة سيعمل على انهيار نظام وسائل الإعلام العامة نفسها، ويعتبر نهاية هذه الخدمة الوطنية الأساسية". وعبرت رئيسة وكالة الصندوق الوطني للفنون جين تشو عن حزنها، وأن وكالتها كانت من بين المؤسسات التي ستتقلص ميزانيتها. وقالت "نحن نشعر بخيبة أمل لأننا نرى تمويلنا يحدث فارق لكل الأفراد من جميع الأعمار من بين الآلاف في شتي المجتمعات، الكبيرة، والصغيرة، في المناطق الحضرية والريفية، وفي كل الدوائر الانتخابية في البلاد".
ولفتت إلى كيفية أن الصندوق الوطني للفنون لا يمكن أن يشارك في الدعوة، وأنه وكالة فيدرالية، وأن الموظفين مستمرين في ممارسة التثقيف بشأن الدور الحيوي الذي تؤديه وكالة الصندوق الوطني للفنون في خدمة مجتمعات أمتنا". وقال رئيس الصندوق القومي للعلوم الإنسانية وليام د. آدامز في بيانه، "نحن نشعر بحزن كبير لمعرفة هذا الاقتراح، وحققت مؤسسته مساهمات كبيرة للصالح العام خلال تاريخها الممتد 50 عامًا".
وتذمر مشرعون ديمقراطيون بالفعل من خطط الرئيس، وأشار النائب ستيف كوهين إلى أن معبود ترامب أندرو جاكسون، دعا للحفاظ على الآداب والفنون في كتابه 1832 إعلان لشعب جنوب كارولينا. وزار الرئيس جاكسون خارج ناشفيل، لتكريم القائد الأميركي. في حين أن الصندوق الوطني للفنون ومؤسسته لا يمكن الاحتجاج علنًا، بسبب خفض التمويل إلا أن النشطاء بالفعل في حالة تأهب.
وأطلق مجموعة تتألف من شخصيات أدبية، عريضة وقع عليها الممثل جون ليثغو، المغنية روزان كاش والكتاب سلمان رشدي، وسوزان اورلين، وديف إيغرز وجودي بلوم. كما قال روبن برونك، رئيس الائتلاف الإبداعي، وهي المجموعة التي غالبا تقيم حفلات هوليوود في الكابيتول هيل للدفاع عن الفنون قال إن خفض الميزانية "لم يصب هوليوود، فإنه لن يضر برودواي، ولكنه سيضر مسارح المدن الصغيرة، والمتاحف، ومنظمات المجتمع التي لا تعد ولا تحصى في جميع أنحاء البلاد". وتوصف برونك العلاقة في المدارس بين الفنون وتحصيل الطلبة، وتشير إلى أن الشباب الذين لديهم خبرات في الفنون هم أكثر من يكملون دراستهم، ويحصلون على درجات أفضل وهم أكثر نشاطًا ولأكثر اهتمامًا بالتصويت والعمل التطوعي .
وأشار إلى أن الفن يسهم في جعل الولايات المتحدة بلدًا عظيمًا،" ويشير برونك إلى أن بعض دولارات وكالة الصندوق الوطني للفنون، تدفع إلى برامج لكل من عائلات العسكريين في الخدمة الفعلية وقدامى المحاربين. وأن مجموعتها تنطلق مرة أخرى إلى واشنطن في نهاية أبريل وتغزو الكابيتول هيل كجزء من اليوم السنوي لممارسة الضغط. وجدير بالذكر أن الجمهوريون كانوا يتطلعون إلى وسائل الإعلام العامة والفنون باعتبارها مجالات يمكن أن تخفض ميزانيتها، ففي عام 2012 قال المرشح الجمهوري ميت رومني في نقاش مع جيم ليرر، الذي كان يعمل في برنامج تلفزيوني، أنه ترغب في خفض الميزانية لشبكة التلفزيون العامة.