لندن - كاتيا حداد
حذرت دراسة جديدة من أن الأطفال ما بين سن الـ8 والـ12 يصبحون أكثر اعتمادا على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لإحساسهم بقيمتهم الذاتية، حيث وجدت أن الكثير من الصغار يقيسون قيمتهم الحالية بعدد الإعجابات والتعليقات التي حصلوا عليها على هذه المواقع، وبعضهم يغير من سلوكه في الحياة؛ لتعزيز صورته على الإنترنت. وقامت بالدراسة آني لونغ فيلد، عضو لجنة مؤسسة الأطفال في بريطانيا، وقالت "إن شركات التواصل الاجتماعي تعرض الأطفال لأخطار عاطفية، فبعض الصغار الذين يبدأون المرحلة الثانوية غير مجهزين للتعامل مع الضغوط الضخمة التي يواجهونها على الإنترنت".
وتشترطت تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل "سناب شات، وانستغرام، وواتس اب"، وهم أشهر التطبيقات، أن يكون سن المستخدم على الأقل 13 عاما، واعترف الصغار أنهم يحاولون الوصول إلى أصدقائهم ومن ثم الأصدقاء المشتركين؛ للحصول على أكبر عدد من الإعجاب على منشوراتهم.
ووجد التقرير أن الصغار يشعرون بأن صداقاتهم ربما تتعرض للخطر، إذا لم يعلق أصدقائهم على منشوراتهم سريعا، ويشعر الأطفال من سن 8 إلى 10، بسعادة حين يعجب الآخرين بمنشوراتهم، أما من هم في سن 12، يقلقون من عدد المعجبين، حيث يعتقدون أنه كلما زادت أعمارهم، زاد عدد المعجبين. وقال سيان باركر، الرئيس السابق لموقع "فيسبوك"، في الشهر الماضي، إن الشبكة الاجتماعية خصصت تعليقات على حركة الدوبامين للمزج بين النسيج الاجتماعي وكيفية التعامل مع المجتمع، وأضاف " الله وحده يعلم ماذا يفعل ذلك في عقول أطفالنا".
وحذرت السيدة لونغ فيلد، من أن جيل الأطفال يواجه خطرا متناميا وهو القلق من مظهره وصورته نتينجة لأسلوب حياة غير واقعي يتبعونه على منصات التواصل الاجتماعي مثل "الانستاغرام وسناب شات"، وهذا يزيد من القلق بشأن تحولهم وفقا لمتطلبات وسائل التواصل الاجتماعي، وأضافت "بدأ استخدام هذه التطبيقات على سبيل التسلية، حيث استخدمها الأطفال مع عائلتهم وأصدقائهم للعب الألعاب حين كانوا في المرحلة الإبتدائية، وتحول ذلك إلى ضغط كبير حين ركز الأطفال على التفاعل من خلال هذه الوسائل، وكان ذلك في المرحلة الثانوية".
وتشير " وبينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الفوائد العظيمة للأطفال، فهي تعرضهم لمخاطر عاطفية كبيرة". وأكدت أن الأطفال يقارنون أنفسهم بالبعض على الإنترنت، وهذا يدمر هويتهم الخاصة وثقتهم، وكذلك يساهم في تراجع قدرتهم على تطوير ذاتهم، ويرى الأطفال أنهم إذا انقطعوا عن التواصل مع حسابتهم سوف يفقدون شيئا، أو ربما يعتقد المتابعون أنك لا تهتم بهم، كل ذلك يشعرون به في وفت واحد، وهذا يشكل صعوبة بالغة للغاية في التواصل مع العواطف.
ويوضح التقرير أن وسائل التواصل الاجتماعي تضع الأطفال تحت ضغط كبير، حيث يرغبون في أنتشار منشوراتهم على نطاق واسع، والحصول على أكبر عدد من الإعجابات، على الرغم من عدم إدراكهم معنى ما يفعلونهم، وتزيد الضغوط حين يقارنون أنفسهم بالمشاهير أو أصدقائهم. ويواجه الأطفال ضغطا آخر وهو الرد على الرسائل طيلة الوقت، بخاصة طلاب الثانوي حين يمتلكون هواتف نقالة. وتوصي اللجنة بضرورة تدخل الوالدين وتجهيز أطفالهم للمشاكل العاطفية التي يواجهونها على شبكة الإنترنت، كما على شركات التواصل الاجتماعي تحمل مزيد من المسؤولية، حيث تحديث السياسات الخاصة بالأطفال، وتخصيص مواقع للمستخدمين الصغار.