لندن - سليم كرم
نجحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقويض الدعاية النازية المشوهة للزعيم الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، وفازت الإذاعة بالمستمعين الألمان وأصبحت الإذاعة المفضلة بالنسبة للكثيرين، حيث أعطت التقارير الدقيقة عن هزائم الحلفاء سمعة لها كمصدر دقيق للمعلومات لكلا الجانبين، بما في ذلك المتشككين سرًا في عمليات الرايخ.
واستخدمت الإذاعة بثًا ساخرًا للسخرية من هتلر، مع زرع بذور الشك بشأن صورته الإلهية التي كان ينظر بها له الكثيرون في البلاد، وتم التوصل إلى النتائج من قبل الدكتور فيك مارتينا بلوك من جامعة إكستر، ولذي كُلف الشهر الماضي بإنتاج دراسة تحت عنوان "البث إلى العدو: خدمة بي بي سي الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية".
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية على سبيل المثال، الانتصار النازي الكبير في بحر الشمال، عندما غرقت 52 سفينة نرويجية، ما أدى إلى 392 حالة وفاة، وبينما كان يتم تعزيز تلك المعارك عبر موجات الأثير من قبل مذيعو هتلر، إلا أنه عندما غطت "بي بي سي" انتصارات الحلفاء غضبت منها وسائل الإعلام الألمانية، وحذر الألمان من التقارير التي يبيعها أشخاص مثل وليام جويس الفاشي الأميركي الأيرلندي، الذي تم شنقه لاحقًا بسبب خيانته وعمله داخل آلة الدعاية النازية، وأدين الألمان لاستمعاهم إلى إذاعة "بي بي سي"، وتحول الناس للاستماع إلى القصص الحقيقية للنزاع، ما أظهر التناقض بين خطب هتلر التي كان يتم بثها.
وكشف الدكتور بلوك، أن "الأخبار كانت المغناطيس الذي جذب الجمهور، وبالتالي جاءت المحادثات بعد الأخبار"، وكان المذيعون مثل توماس مان الألماني المنفي، ينتقد هتلر بشدة، وكان في قلب حركة الحقيقة لدى "بي بي سي"، وبدأت الخدمة الألمانية في الإذاعة في عام 1938 عندما بدأت رائحة الحرب في الظهور، واستمرت الخدمة لمدة 61 عامًا أخرى، في حين أطلقت مشاريع مماثلة في بلدان أخرى، مضيفًا "مال المستمعون الذين استمعوا إلى النشرات الإخبارية للإيمان بالقوة العسكرية المتفوقة في بريطانيا، وإذا أمكن للحلفاء الاعتراف علنًا بهزائمهم فيجب أن يكونوا واثقين ومقتنعين بانتصارهم على ألمانيا النازية".
وقامت "بي بي سي" الألمانية أيضًا، بتتبع مواجهات ما بعد الحرب بين الشرق والغرب وسقوط جدار برلين وإعادة توحيد البلاد، وكان آخر برنامج تم بثه باللغة الألمانية في 26 مارس/ أذار 1999، مناقشة عبر الهاتف بشأن مستقبل البث الإذاعي.