واشنطن - رولا عيسى
هدد قراصنة "داعش" بالهجوم الإليكتروني الضخم على الحكومات والجيوش في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، ولكنهم فقط تمكنوا من الهجوم على موقع أميركي واحد، وهؤلاء القراصنة ينتمون إلى مجموعة تدعى " قراصنة أشباح الخلافة"، ونشرت صورة للبيت الأبيض وسط النار، وعلى الجانب الأيمن منها، صورة الرئيس دونالد ترامب، وقالت المجموعة في منشور لها على موقعها "سوف ترون أسود الخلافة في منازلكم يحمصون أجسادكم"، بينما ذكرت مجموعة أخرى تدعى الخلافة الإليكترونية المتحدة، على تطبيق "تيليغرام"، صورة البيت الأبيض وسط النار، وهددت بمسح حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الأميركية.
وأكّد المراقب للجماعات المتطرفة على الإنترنت، رالف غلوك، أنّ "مستوى مهاجمتهم للمواقع الإليكترونية أصبح منخفض جدا"، وأعلنت مجموعة أشباح الخلافة، أمس في فيديو موجه لأعدائها، أنها تتكون من مجموعة قارصنة من تنظيم "داعش"، وسوف يواجهون الأعداء في حلاب سيبرانية ضخمة، وكان صوت الفيديو مشوشا، وهو باللغة العربية، حيث يقول "سنخترق مواقع الحكومات والوزرات العسكرية والشركات والمواقع العالمية الحساسة، والهدف الأول هو الولايات المتحدة، رأس الثعبان، ستتذكرون الأيام السوداء"، وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هذا التهديد ذا مصداقية، قال غلوك "من المستحيل أن نقول ذلك على وجه التحديد، لأننا لا نعرف أبدا ما هو القادم مع "داعش"".
وتعد مجموعة أشباح الخلافة واحدة من بين 4 مجموعات التحقت بالقوات في عام 2016، وأضاف غلوك أنّه "باستثناء القراصنة مثل جونيد حسين، فإن مستوى اختراق "داعش" للمواقع الإليكترونية منخفض جدا، حيث تدعي أحد المجموعات قدرتها على قرصنة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ماذا يحدث الآن، لا شيء، فقط السيطرة على بعض الحسابات غير المفعلة، وهي ذات كلمات مرورقصيرة؛ وبالتالي من السهل اختراقها".
وقال غلوك إنه من غير المعتاد أن تقوم جماعة بتحديد تاريخ هجومها على المواقع، أو تنشر فيديو يوم المحاولة، لتشكل تهديدًا كبيرًا، ويأتي هذا التهديد السيبراني المتزايد مع انهيار "داعش" في العراق وسورية، حيث فال رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأميركي، إن الخلافة الجديدة ستكون في الفضاء السيبراني، وبيّن مسؤولون أمنيون أميركيون لأعضاء مجلس الشيوخ إن انهيار "داعش" في العراق وسورية لن يقلل من قدرة الجماعة على إلهام الهجمات على أهداف غربية عبر الإنترنت.
وصرحت مديرة المخابرات بالوكالة في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، لورا شياو، أمام لجنة مجلس الشيوخ الأميركي "للأسف، لا نرى خسارة "داعش" للأراضي تترجم إلى انخفاض مماثل في عجزها عن إلهام الهجمات، قدرة "داعش" على الوصول إلى المتعاطفين في جميع أنحاء العالم من خلال قوتها على التواصل الاجتماعي غير مسبوقة، وتتمكن المجموعة من الوصول إلى أعداد كبيرة من المتطرفين العنيفين المحليين ".
ويقدر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن أقل من 3000 مقاتل "داعش" لا يزالون في العراق وسورية، حيث أعلنوا الخلافة في عام 2014، وخرج "داعش" من مدينة الرقة السورية والتي كانت عاصمته، في تشرين الأول/ أكتوبر، مما دفع ترامب إلى القول بإن نهاية خلافة "داعش" باتت في الأفق، وقال مساعد وزير الدفاع المساعد لشؤون العمليات الخاصة مارك ميتشل، إنّ "القضاء على الخلافة جسديا، لا يشكل نهاية لداعش أو المنظمات الإرهابية العالمية الأخرى"، ومع فقدان "داعش" للأراضي، سيصبح التنظيم أكثر اعتمادا على الاتصالات الافتراضية، كما سوف يستمر في إلهام هجمات "الكلب الضال" من قبل الأشخاص الضعفاء.