واشنطن ـ يوسف مكي
نفذّت مهاجمة عملياتها على المقر الرئيسي لموقع "يوتيوب" يوم الثلاثاء، عشية عيد ميلادها الثامن والثلاثين، لتصبح المرأة القناصة العاشرة فقط في الولايات المتحدة منذ عام 2000، وقال شاهران أغدام، شقيق نسيم أغدام، لمراسلي "ميركوري نيوز" في الساعات التي أعقبت إطلاق النار، حيث أصيب ثلاثة من موظفي "يوتيوب"، قبل أن تنهي المهاجمة حياتها هناك، "لقد اختارت أن تموت في اليوم الذي ولدت فيه".
ووفقًا لعائلتها، فإن أغدام، وهي مدوّنة فيديو، وصفت نفسها بأنها لاعب كمال أجسام نباتية وناشطة في مجال حقوق الحيوان، كرهت "يوتيوب"، وألقت باللوم على الشركة في إفساد حياتها من خلال مراقبة محتواها وفشله في الدفع لها مقابل تحميل مقاطع الفيديو التابعة لها على الموقع، وتضمن المحتوى الانتقائي لأغدام مقاطع حول النشاط في مجال حقوق الحيوان، ومقاطع فيديو للتمرينات الرياضية، والتقليد الغريب للمشاهير.
وقال إسماعيل أقدام، والد نسيم، إنها أبلغت أفراد العائلة أن يوتيوب قد توقف عن دفع الأموال لها مقابل مقاطع الفيديو التي نشرتها على الموقع, حيث يمكن لمنشئي مقاطع الفيديو على"يوتيوب"، كسب الأموال من الإعلانات، ولكن لأسباب متعددة تعمل الشركة أحيانًا على "إلغاء تحقيق الدخل" من القنوات، بمعنى أن المقاطع لا تعمل بإعلانات.
ولقد أخبر هو وابنه مجموعة Bay Area News Group بأنهم حذروا الشرطة لأن نسيم تكره اليوتيوب، وقد تتوجه إلى مقرهم في سان برونو، وكانت العائلة قد أبلغت عن فقدها صباح الاثنين بعد أن غادرت لمدة يومين دون الرد على هاتفها، وقال إسماعيل إن الشرطة اتصلت به في حوالي الساعة الثانية من صباح الثلاثاء ليقولوا إنهم عثروا على ابنته وهي نائمة في سيارتها في ماونتن فيو، على بعد حوالي 470 ميلًا من مسقط رأسها، ولكن أقل من 30 ميلًا من مكاتب يوتيوب. وقال إسماعيل إن الشرطة أخبرته أن كل شيء "تحت السيطرة لكنه قال لهم إنها تحدثت عن كراهية موقع اليوتيوب في الأسابيع الأخيرة، وكشف شقيق نسيم لصحافيين في فوكس 10 قائلًا "كأنها انت تواجه مشكلة مع يوتيوب، لذا اتصلنا بالشرطي وأخبرناه أن هناك سببًا لذهابها من سان دييغو إلى تلك المنطقة، فربما يفعل شيئًا".
وأضاف شقيق أن الضابط الذي تحدث معه طمأنه أن الشرطة تراقب شقيقته، وبعد اثنتي عشرة ساعة، دخلت إلى المقر الرئيسي لليوتيوب وأطلقت النار على امرأتين ورجل على ما يبدو بشكل عشوائي، وقال متحدث باسم مستشفى سان فرانسيسكو العام أن أحد الضحايا وهو رجل يبلغ من العمر 36 عاما كان في حالة حرجة، وقال المتحدث ان امرأة تبلغ من العمر 32 عاما في حالة خطيرة وامرأة عمرها 27 عاما في حالة جيدة.
وأكد الأخ حتى بعد ظهر يوم الثلاثاء أنه أخته لم تكن تؤذي أي مخلوقًا حيًا ولم يكن يعلم أن لديها مسدسًا، وفي مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، كشفت الشرطة أن أغدام كان تحمل مسدسًا 9 ملم مسجلًا باسمها، ثم ذهبت للتمرن على الرماية قبل التوجه إلى مكاتب اليوتيوب، وكانت عائلة أغدام قد هاجرت إلى كاليفورنيا من إيران في عام 1996، ويقول الأخ إن نسيم عاشت في الآونة الأخيرة مع جدتها في سان دييغو, وقال "كانت دائما تشتكي من أن اليوتيوب دمر حياتها."
ويظهر بروفيل أغدام على الإنترنت أنها ناشطة نباتية تدير موقعًا على الإنترنت باسم NasimeSabz.com، وهو ما يعني "النسيم الأخضر" باللغة الفارسية، حيث نشرت محتوى حول الثقافة الفارسية والنباتية، بالإضافة إلى مقاطع طويلة تنتقد اليوتيوب، وكتبت في موقعها: 'كن حذرا! توجد هناك ديكتاتوريات في جميع البلدان, لكن مع تكتيكات مختلفة، إنهم يهتمون فقط بالأرباح قصيرة الأجل"، ولقد عرضت شريط فيديو منشور على قناة يوغنام على يوتيوب قبل إزالته يوم الثلاثاء، أنها تشكو من التمييز وتدعي أن "يوتيوب قام بتصفية قنواتي لمنعهم من الحصول على المشاهدات!".