داخل مدرسة الترميز بغزة

يواصل قطاع غزة على الرغم من التحديات والحصار المفروض عليه، الاعتماد على الذات والخروج بأفضل التغييرات، وأسفر هذا الإصرار عن ظهور أول أكاديمة للترميز والتكنولوجيا في القطاع وهي "Gaza Sky Geeks"، حيث يُعد هذا المشهد وكأنه مباشر لشركة ناشئة في سيلكون فالي، حيث أجهزة الكمبيوتر المحمولة المغطاة بالملصقات، والجدران التي تزينها الكتابات التحفيزية، وأرفف الكتب المليئة بكتب التكنولوجيا القديمة، وأجهزة إنترنت "الواي فاي" المعلقة، ولكن في الحقيقة كل ذلك ليس في خليج سان فرانسيسكو، لأنه ببساطة لا وجود للسيارات الكهربائية، إنه في قطاع غزة، المنطقة التي تقع تحت حكم حركة حماس المسلحة، هذا الجيب الساحلي بين إسرائيل ومصر.

تحد للحصار المفروض على القطاع
وأدت القيود الصارمة المفروضة على حركة البضائع إلى وفاة الكثير من الصناعات في قطاع غزة، لظهور أول أكاديمة للترميز والتكنولوجيا في القطاع وهي "Gaza Sky Geeks"، والتي  تأمل في أن يكون عملها نموذجًا يعمل في العالم الأفتراضي وليس الحقيقي، حيث سيكون محصنًا إلى حد ما من الحواجز المادية أمام التجارة.

وقالت غادة إبراهيم "31 عامًا" مدربة في الأكاديمية" في هذا السياق، "هذا هو السبب في أننا بدأنا هنا، لأنه تجاهل للحدود، الحصار عامل كبير، ويعد سببًا في إقبال الكثيريين على تسجيل أنفسهم على شبكة الإنترنت".

وتوفر الأكاديمية بتمويل من جمعيات خيرية دولية مثل "Mercy Corps" ولاعبين كبار في عالم التكنولوجيا مثل "Google"، اثنين من المتطلبات الأساسية التي يحتاجها الطلاب للحصول على مهنة حرة لتطوير مواقع الويب والتطبيقات الإنترنت والكهرباء، وفي غزة، هذا يعني دفع ثمن مولد كهربائي لتزويد عمل 10 ساعات للكمبيوتر المحمول في اليوم.

النجاحات مستمرة على الرغم من المشاكل
وتقول إبراهيم "نقوم بشيء لا يمكن لأحد قطعه، على الرغم من أنهم يستطيعون ذلك، توفر إسرائيل الإنترنت في غزة، ولكن لم تقطعه بعد".

والتحق ستة عشر طالبًا نصفهم من الإناث بالأكاديمية، التي حصلت على دعم دولي من "Founders & Coders"، وهي منظمة غير ربحية مقرها المملكة المتحدة تقدم دروسًا في الترميز الحر.

وتلفت إبراهيم "واجهنا الكثير من المشاكل، الطلاب الذين كان العديد منهم حاصلين على درجات علمية في تكنولوجيا المعلومات، كافحوا للتكيف مع التقنيات التي تدرس ذاتيًا بعد فترة من التعليم المدرسي".

وتمكنت إبراهيم رغم الصعوبات من تخريج 12 طالبًا، ويوجد الآن 14 لا يزالوا يتعلمون، ويتم تدريب الطلاب على كيفية تقديم الدعم للعملاء الدوليين، واستخدام مواقع البحث، والعمل في منصات العمل المستقل، وأيضًا تقدم الأكاديمية دروسًا في الأعمال التجارية المحلية.

الأمل أقوى ما يميز المكان
وتعمل "Gaza Sky Geeks" مع البنوك وأنظمة الدفع عبر الإنترنت التي يمكنها التحقق من أوراق اعتمادها، حتى لا تتعرض أموالها لغسيل أموال، وقد بدأ الخريجون بالفعل في تطوير مواقع الويب للعملاء الدوليين في أوروبا.

وتؤكد إبراهيم "هدفنا النهائي هو استخدام التكنولوجيا كبوابة، هذه المنطقة غزة، يمكن أن تكون برلين أو دبلن القادمة، لدينا الموهبة، والسعر لددينا أقل قليلًا من الآخرين، ويمكننا توصيل الخدمات، فهذا المكان يمكن أن يعطي أكثر من فرصة، يمكن أن يعطي الأمل، إن الأمر عاطفي أكثر من كونه مهني".