المذيعة ري تشون


تعد ري تشون المذيعة الوحيدة التي يثق فيها الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ" لتوصيل الأخبار الهامة، وتظهر تشون على شاشات التليفزيون في جميع أنحاء العالم عندما تريد كوريا الشمالية التفاخر بأحدث إنجازاتها، حيث ظهرت المذيعة المخضرمة (69 عامًا) الأربعاء، لتعلن عن ادَعاء الزعيم الديكتاتوري للبلاد بأن كوريا الشمالية أجرت اختبارًا للقنبلة الهيدروجينية.

وارتدت المذيعة الزي الوطني للبلاد ويدعى "شيما غيوغوري" وظهرت مبتسمة وهي تخبر المشاهدين على شاشات التليفزيون الكوري المركزي، بنجاح أول اختبار تم للقنبلة الهيدروجينية في العاشرة صباحًا بتاريخ السادس من يناير/كانون الثاني عام 2016، حيث أوضحت المذيعة في اعلان تالي "لن نتخلى عن البرامج النووية طالما احتفظت الولايات المتحدة بموقفها من العدوان".

ونقل موقع "مشابل" أن المذيعة أيضا قالت "وقع حدثا مذهلا للعالم يسجل في التاريخ الوطني الذي يمتد لخمسة آلاف عامًا، عندما اتخذ جميع موظفي الخدمة الوطنية وشعب كوريا الشمالية خطوة كبيرة وأداء معجزات"، لافتة إلى النظر لجلب النصر النهائي للقضية الثورية.

وتعتبر المذيعة تشون محل ثقة، حيث أعلنت خبر وفاة القائد السابق كيم أيل سونغ وكيم جونغ أيل مع موجة كبيرة من العواطف المؤثرة، وتعيش تشون في بيونغ يانغ عاصمة البلاد بعد عملها لعدة عقود في وسائل الاعلام التي تديرها الدولة، حيث تقضي تشون وقتا لتوجيه الجيل المقبل من قراء الأخبار فيما يسمى " إذاعة الشعب".

وأفاد موقع "مشابل"، بأن مظهر المذيعة تشون، الأربعاء، يشير إلى الأهمية التي توليها بيونغ يانغ لأخر تطورات أسلحتها. ونُقل عن مدير الدراسات الآسيوية في جامعة "جورج تاون" الدكتور فيكتور تشا قوله "يمثل إعادة ظهور المذيعة تشون رغبة النظام في العودة إلى الفكر المتشدد لجد الزعيم في حقبة الحرب الباردة".

ونقلت المذيعة تشون منذ أربعة أعوام نبأ وفاة كيم جونغ أيل، حيث بكت منهارة على الشاشة أثناء إخبار الأمة بوفاة كيم أيل سونغ عام 1994 والتي زعمت أنه درَبها، كما تسلمت المذيعة مهمة طمأنة البلاد في 2010 مع تصاعد التوترات بين كوريا الشمالية والجنوبية، وبعد بعامين أعلنت نفس المذيعة بحماس نبأ إطلاق صاروخ جديد بعيد المدى.

وتعيش المذيعة تشون حياة النخبة الراقية في البلاد في العاصمة، وذلك في تناقض صارخ عن غيرها من المدنيين الأكثر فقرا. وبيّن موقع "مشابل" أن المذيعة أوضحت أن سر نجاحها يتمثل في تحدثها بلطف للمشاهدين بدلا من الصراخ، وظهرت المذيعة في أول قناة ملونة تابعة للدولة عام 1974 وقامت بالتعليق الصوتي لعدد من أشرطة الفيديو الدعائية.

وذكر مارتن وليامز من موقع "كوريا الشمالية التكنولوجي" لموقع "مشابل" أنه في ظل مجيء وذهاب المذيعين الآخرين إلا أن تشون لا تزال باقية، مضيفًا "إنها لم تختفي لسبب ما وإذا حدث لها شيء ما فإن شعب كوريا الشمالية يصبح لا يعرف ما يجب القيام به".