لندن ـ سليم كرم
تشير تقديرات مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى وصول 13 ألف طفل لاجئ إلى إيطاليا فقط العام 2015، وربما كانت الكلمة الإنجليزية الوحيدة التي يعلمونها هي اسم الوجهة التي يريدونها، في الوقت الذي خرج فيه آلاف غيرهم من مخيّمات الشرق الأوسط وامتزجوا بالحشود الهائلة التي تتجه نحو أوروبا، فعلى سبيل المثال يزخر مخيّم الغابة في كاليه بالأطفال المتشردين الذين فقدوا الأهل والوطن، ويحلمون بالهجرة إلى بريطانيا.
وانضم اللاجئون السوريون إلى أطفال مهاجرين آخرين من دول مثل إريتريا والسودان وأفغانستان والصومال، ورصدت جريدة "ديلي ميل أونلاين" الأطفال السوريين الأيتام في مخيّم كاليه، وبينهم طفل عمره 10 أعوام يدعى "مو أحمد"، وشوهد وهو يتجول في المخيّم حالمًا بالوصول إلى بريطانيا، ويعد ضمن مجموعة كبيرة من الأطفال الأيتام في المخيّم ممن اختاروا اللجوء إلى بلد أوروبي، إذ يعتمدون على المسافرين للاهتمام بهم منتظرين الفرصة لمغادرة فرنسا.
وأفاد أحمد أنه فقد الكثير من أفراد أسرته خلال القتال المرير في سورية، مضيفًا: كنا دائمًا نتعرض للهجوم من قِبل رجال بالبنادق والقنابل، وربما يأتي بعضهم إلى هنا للإيقاع بنا، مات أبي وأمي وبقيت وحيدًا، أريد الذهاب إلى بريطانيا حيث يمكنني التعلم والحياة في أمان مع أشخاص جيدين، نحن نحتاج الحماية.
وأصبح أحمد صديقًا لطفل سوري آخر يدعى أحمد شاه عمره 10 أعوام، وشوهد الصديقان يلعبان في المخيّم على بعد بضعة أميال من ميناء العبارات في كاليه، وعن ذلك ذكر أحمد: نحن أصدقاء جيدون ونحب أن نلعب معًا، نحن من نفس البلد وقضينا بعض الأوقات الصعبة معًا.
وانخفض عدد الأطفال بشكل ملحوظ في مخيّم الغابة على مدى الأسابيع القليلة الماضية؛ إذ حاولت السلطات الفرنسية نقلهم إلى مساكن أكثر أمنًا، ولا يزال الأطفال السوريون مثل أحمد وشاه يصلون يومًا بعد يوم في ظل الحرب المستمرة.
وكان الخوف الرئيسي ممثلاً في وقوع الأطفال فريسة للمجرمين، بما في ذلك القوادين والمولعين باستهداف الشباب والضعفاء، إذ ذكر رئيس اللجنة البرلمانية للأطفال في إيطاليا، ميشيلا فيتوريا برامبيا: إنها أزمة ضمن أزمة الهجرة الأوسع، وأناشد الحكومة تكريس مزيد من الاهتمام لحل هذه المشكلة.
وذكر المتحدث باسم المؤسسة الخيرية البريطانية لإنقاذ الطفولة: الأطفال المنفردون هم الأكثر عرضة لخطر المهربين؛ إذ يتم إجبار بعضهم على العمل اليدوي والعمل المنزلي وتهريب المواد المخدرة والدعارة.
وأوضح مجلس مدينة كاليه أنه عمل مع جماعات الإغاثة للتأكد من العناية بالأطفال، مضيفًا: يعد الأطفال من دون أوصياء من أولوياتنا من حيث المساعدات الإنسانية، وهذا هو سبب وجود عدد قليل منهم في محيط المخي؛م لأننا نسعى للتأكد من تسكينهم ومساعدتهم مستقبلًا.
وحثت منظمة إنقاذ الطفولة بريطانيا على استضافة 3 آلاف طفل يتيم لاجئ في أوروبا، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، رفض الالتماس خوفًا من تشجيع الرحلات المحفوفة بالمخاطر في جميع أنحاء القارة، وبدلًا من ذلك يمكن لبريطانا أن تأخذ الأطفال المنفردين من مخيّمات اللاجئين بالقرب من الحدود السورية.
وأفادت الحكومة البريطانية بأنه ستقبل مزيدًا من الأطفال اللاجئين المنفردين من سورية ومناطق الصراع الأخرى، وتعمل وزارة الداخلية البريطانية مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة لتحديد الحالات الاستثنائية من المخيّمات في سورية والدول المجاورة.
وبيّنت الحكومة أنها تعطي 10 مليون جنيه إسترليني لمساعدة اللاجئين القصر بالفعل في أوروبا، ورحب النشطاء بإعلان قبول الأطفال اللاجئين المنفردين، في حين حذر حزب العمل من التمييز الزائف بين اللاجئين في المنطقة واللاجئين في أوروبا.