لندن - سليم كرم
تعقب فريق من قوة "ساس" البريطانية المتطرف جون داخل الرقة قبل استدعاء الضربات الجوية التي قتلته في سورية، ويعتقد حتى الآن بأن العملية السرية للقضاء على جون الذي قطع رأس الرهينتين البريطانيين آلان هينينغ وديفيد هاينز أجريت تمامًا من خلال الغارات الجوية بدون تدخل أية قوات غربية.
وكشفت جريدة "الميل" الأحد، أن الخطة المحفوفة بالمخاطر للقضاء على المتطرف اعتمدت على فريق من ثمانية رجال من القوات الخاصة خاطروا بحياتهم لاختراق مدينة الرقة، واستخدم الجنود طائرة هليكوبتر من دون طيار لتحديد هوية المتطرف جون قبل القضاء عليه.
وبدأت المهمة أثناء الظلام في 11 تشرين الثاني / نوفمبر عندما انخفضت طائرتان هليكوبتر من طراز "شينوك" في بقعة معزولة في الصحراء السورية.
وقاد الفريق عربات الصحراء لمسافة 35 ميلًا إلى الجنوب نحو الرقة عند حوالي الساعة الثالثة صباحًا، وفي مساء اليوم التالي استخدام الجنود مروحية تضم كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء وكانت مبرمجة للوصول إلى مخبأ جون في مبنى من ستة طوابق في الرقة، وعندما وصلت الطائرة إلى الهدف قامت بتسجيل حركات المشتبه فيه داخل مبنى بالقرب من مسجد "شاركسا"، وبثت الطائرة اللقطات بالقمر الصناعي إلى قوات "ساس" في هيرفورد والقيادة المركزية الأميركية في قطر.
وانخفضت طائرة عند الساعة الثامنة والنصف مساء، وبعد الانتظار لضرب الدف من دون فائدة تم استخدام طائرة أخرى الساعة العاشرة مساء، ولكن عندما بثت الطائرة الثالثة صورة للمتطرف جون محمد إموازي زادت حدة التوتر في غرفة التحكم لدى القوات.
وذكر مصدر أمني: "أعاد قادة عسكريون وأميركيون تكليف طائرة من دون طيار مسلحة بصواريخ هيلفاير، وعند الساعة 11:40 مساء توقفت سيارة وركب جون داخلها، وتم قصف السيارة وحطمنا جون".
وأوضحت جريدة "صنداي" الأحد ثغرات أمنية صارخة في قاعدة سلاح الجو البريطاني حيث يتم حماية طائرات تورنادو من خلال سور ارتفاعه خمسة أقدام.
وأقلعت طائرتان تورنادو من نورفولك الأسبوع الماضي للانضمام إلى القتال ضد تنظيم داعش في سورية، إلا أن السياج الخشبي في نهاية المدرج غير كاف ويمكن هدمه بسهولة بواسطة المتطرفين.
وكشف المراسل أندرو يونغ عن فجوة واسعة بمقدار ثمانية أقدام تسمح له بالذهاب مباشرة إلى السور، وحمل المراسل حقيبة كبيرة ربما تضم قنبلة ووقف بجانب السور الأربعاء أثناء تحليق خمس طائرات في مهمات تدريبية، ولم يتم اعتراض طريق المراسل بواسطة أي فرد في القاعدة.
وأفاد متحدث باسم سلاح الجو البريطاني ليلة الأحد: "كمسألة سياسية لم تناقش وزارة الدفاع أو سلاح الجو البريطاني التدابير الأمنية، ومع ذلك يمكننا تأكيد أن الإجراءات الأمنية في المكان قوية ومتعددة المستويات ولا تعتمد فقط على محيط السياج".