واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت السلطات الأميركية عن صورة جديدة للعروسين متطرفي سان برناردينو أثناء دخولهما الولايات المتحدة بعد وصولهما من المملكة العربية السعودية العام الماضي.
وحصلت "أي بي سي نيوز" على الصور صباح الاثنين ويظهر فيها الزوج فاروق والزوجة تاشفين مالك في طريقهما إلى الجمارك في مطار شيكاغو الدولي مساء 27 تموز / يوليو عام 2014.
وتعتبر هذه الصورة الأولى التي ظهر فيها الزوجان معًا بعد اقتحامهما مركزًا إقليميًا داخليًا في سان برناردينو في كاليفورنيا في 2 كانون الأول / ديسمبر، وأسفر الحادث عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 21 آخرين.
وتبدو مالك (29 عامًا) مرتدية زيًا أسود وحجابًا على رأسها وهي تحدق في الكاميرا فور دخولها الولايات المتحدة، في حين بدا فاروق الذي يصغرها بعام مرتديًا قميصًا فاتحًا فضفاضًا وغطاء للرأس ويقف على بعد خطوات قليلة من زوجته، وكان ملتحيًا ولكن من دون شارب في الصورة، وبدا الزوجان اللذان التقيا على موقع زواج إسلامي في 2013 حسبما أفاد مسؤولون اتحاديون من دون انطباعات على وجههما في الصورة.
وأوضح محققو مكتب التحقيقات الاتحادي في وقت سابق، أن مالك دخلت الولايات المتحدة من خلال تأشيرة باعتبارها خطيبة فاروق وتزوجته في كاليفورنيا بعد شهر، وأفاد بعض المسؤولين بأن حفل الزفاف في ريفرسيد ربما كان مسبوقًا باحتفال ديني في السعودية، وفي أواخر أيار / مايو استقبل الزوجان طفلتهما البالغة من العمر (6 أشهر) والتي أصبحت يتيمة بعد مقتل مالك وفاروق في معركة بالأسلحة النارية مع الشرطة بعد ساعات من حادث إطلاق النار صباح الأربعاء في سان برناردينو.
ونشرت "أي بي سي نيوز" الاثنين أول تسجيل صوتي للمسلح فاروق الذي ولد في إلينوي لأبوين باكستانيين وهو يوضح اسمه كاملًا في تحية للبريد الصوتي.
ويأتي إطلاق أول صورة للثنائي المتطرف في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الفيدراليون البحث في السيرة الذاتية لمالك وفاروق لتتبع طريقهما نحو التطرف، ومحاولة الوصول إلى طبيعة الاتصالات بين المرأة والمتطرفين في باكستان والسعودية حيث نشأت مالك.
وتبيّن الجمعة أن مالك بايعت تنظيم داعش المتطرف على "فيسبوك" قبل دقائق من الهجوم المدبر، ووصفت وكالة أنباء تابعة لداعش الثنائي المتطرف بكونهما داعمين لداعش، إلا أن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عن مجزرة كاليفورنيا.
وذكر مسؤول طلب عدم نشر اسمه، أن السلطات لا زالت تفتقر إلى دليل واضح على أن الزوجة أصبحت متطرفة في الخارج أو أنها ساهمت في جعل زوجها متطرفًا، ولا زال المحققون يبحثون في هذا الشأن.
وأعلن مكتب التحقيقات الاتحادي الجمعة أنه بناء على الأدلة الموجودة في منزل الزوجين بما في ذلك مخزون القنابل الأنبوبية والذخائر يتم التحقيق في الحادث باعتباره عملًا متطرفًا.
وأكد أقارب مالك في أفغانستان أنها تخلت عن الإسلام المعتدل وأصبحت راديكالية في السعودية، وعادت مالك ثانية إلى باكستان لدراسة الصيدلة في جامعة بهاء الدين زكريا في مولتان منذ 2007 حتى 2012.
وبيّن المسؤولون أن مالك حضرت في مدرسة دينية في مولتان تدعى "الهدى الدولية" وكانت للنساء فقط ولديها فروع عبر باكستان والولايات المتحدة وكندا، وأفادت المتحدثة باسم المدرسة فاروخ تشودري لوكالة "أسوشيتيدبرس" بأن مالك أمضت أكثر من عام في المدرسة وتلقت دروسًا دينية لمدة ستة أيام أسبوعيًا.
وأضافت تشودري أن مالك التحقت بدورة لمدة عامين لتعلم ترجمة وتفسير القرآن الكريم لكنها لم تكمل الدورة، وكانت طالبة في المدرسة منذ 17 نيسان / أبريل 2013 حتى 3 أيار / مايو 2014 عندما سلمت ورقة المشاركة في المناهج الدراسية للعام الأول.
وصرّح الرئيس الجمهوري للجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي مايكل ماكوال: "يجري تحقيق جاد مستمر لمعرفة ماذا كانت تفعل مالك في السعودية وباكستان، ونعتقد أنها فعلت الكثير خلال عملية التطرف وربما ساهمت في جعل السيد فاروق متطرفًا من داخل الولايات المتحدة، وتمثل مالك هنا الورقة الرابحة ويبحث المحققون حاليًا في كيفية حصولها على المال لامتلاك المدافع والأسلحة".
وبيّن المدعى العام الأميركي لوريتا لينش، أن السلطات الأميركية ليس لديها أي دليل على أن المهاجمين كانا جزءا من خلية متطرفة، لكنهما يعملان مع نظرائهما في الخارج لجمع معلومات عن حياتهم.
وأضافت لينش في لقاء صحافي: "نحاول معرفة كل شيء عن هؤلاء الأفراد، ستكون عملية طويلة وشاملة أيضًا، نحاول جمع كل المعلومات عن حياة مالك قبل لقائها بفاروق وبعد لقائها ونحاول التركيز على الدافع وراء هذه العملية المتطرفة".
ولفت ماكوال إلى أنه لم يتضح بعد الروابط التي تربط الزوجين بتنظيم داعش الذي أعلن أنهما من داعميه، مضيفًا: "ربما ألهمهما التنظيم المتطرف بتنفيذ الهجوم".
ويعتقد بأن مالك بايعت التنظيم في مشاركة لها على "فيسبوك" قبل الهجوم، واعترف مسؤولون بأن ليس لديهم معلومات عن الزوجين سوى الأمور الروتينية التي تتعلق بوضع هجرة مالك إلى الولايات المتحدة.