لندن ـ كاتيا حداد
ظهرت صور تم التقاطها للجبهة الأمامية للحرب بين "داعش" والسوريين الأكراد، حيث كشفت صور منها عن عشرة قتلى من "داعش" في مدينة عين عيسى السورية، وصور أخرى تبيّن المباني المدمرة إثر الغارات الجوية والأحزمة الناسفة المتخلص منها.
وتوضح هذه الصور للجبهة الأمامية في سورية حقيقة الحرب التي ستنضم إليها بريطانيا، كما ترقد سترة انتحارية غير متفجرة على الأرض بجوار جثث مقاتلي "داعش" في صورة صارخة من المدينة السورية عين عيسى.
وتبين الصور الأخرى أنقاض المباني التي دكتها الغارات الجوية على طول جبهة المعركة بين "داعش" وأكراد سورية، وحسبما أكدت وزارة الدفاع البريطانية، فإن المقاتلات البريطانية عادت من أول غاراتها ضد "داعش" في معقل الجماعات المتطرفة السورية في الساعات الأولى من الخميس.
وانتشرت اثنتين من طائرات "التورنيدو" منطلقة من أكروتيري القاعدة العسكرية للقوات الجوية الملكية في قبرص لتفجر "داعش" في سورية بعد 57 دقيقة فقط من تصويت أعضاء البرلمان بالموافقة على عمل عسكري بأغلبية 397 صوتًا من 223 بفارق 174 صوتًا.
وأقلعت طائرتان "تورنيدو" من القاعدة بعدها بساعات، وكانت مدينة عين عيسى السورية هدفًا للقوات التي تدخلت بالغارات الجوية في البلد فعليًا، وفي الـ 24 ساعة الماضية فقط نفذت القاذفات الأميركية غارتين جويتين ضربت وحدة تعبوية وأخرجت اثنتين من مواقع قتال "داعش".
وعرضت الصور التي التقطها التلفزيون المستقل "آي تي في" المباني المدمرة إلى أجزاء ومبنى المحكمة الشرعية الذي تخلى عنه "داعش" في الحسكة، وفي صورة أخرى يرقد عشرات المقاتلين "الدواعش" على الأرض، حيث تم التقاط الصورة بعد هجوم على موقع كردي في الطريق المؤدي من مدينة كوباني إلى معقل التنظيم في الرقة.
وتباهى ديفيد كاميرون الليلة الماضية، بأن بريطانيا أكثر أمانًا بعد تصويت مجلس العموم، وتحدى 66 من أعضاء البرلمان عن حزب "العمال" زعيمهم السلمي جيرمي كوربين بالوقوف خلف حكومة المحافظين، بعدما حذر كاميرون من أن بريطانيا عليها أن تضرب قلب "داعش" بغارات أو تنتظرهم حتى يأتوا لمهاجمتها.
وفي خلال ساعات من التصويت كانت طائرتان "تورنيدو" حربيتان "GR4" وناقلات تزويد بالوقود مسافرة أقلعت من قاعدة القوات الجوية الملكية "مرهام" في نورفولك إلى المنطقة، كما تنتشر 6 طائرات "تايفون" من قاعدة "لوسيموث باسكتلدا" لمضاعفة عدد طائرات الهجوم في القاعدة البريطانية.
وقبل نصف ساعة فقط من التصويت جلس كوربين في مواجهة وزير الخارجية هيلاري بن الذي صفقوا له في مجلس العموم بعد تحريك خطاب صرّح فيه: "يتعين علينا مواجهة هذا الشر".
ويعتقد بأن الخطاب استمال الأعضاء المترددين عن حزب "العمال"، ليساعد الحكومة في الحصول على أغلبية أعلى من المتوقعة بـ 100 صوت، ودعم الغارات الجوية "الديمقراطيون الأحرار" والحزب "الاتحادي" الديمقراطي، بينما قال الحزب "الوطني" الاسكتلندي إن الحكومة لم تعلن أسبابًا تبرير الحرب.
وأفاد جندي المظلات السابق وعضو البرلمان عن حزب "العمال" دان جارفيس، بأن "داعش" يمثل الفاشيين في العصر الحالي، وحث أعضاء البرلمان على التوحد مع حلفاء بريطانيا للدفاع عن الإنسانية المشتركة.
واتهم القيادي العمالي جيرمي كوربين، الحكومة بالاندفاع في التصويت قبل انزلاقها من يديه، حيث أن استطلاعًا للرأي أظهر تأييد ودعم عامة الشعب للغارات الجوية التي وقعت، وأكد القيادي العمالي السابق إيد مليباند والقيادي المحافظ ديفيد دافيس أنهما سيعارضان العمل العسكري.