دمشق - نور خوام
نشرت جبهة النصرة فيديو لتكريم المعلم البريطاني الذي فارق الحياة في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي خلال قتاله في سورية, وعمل الرجل البريطاني الذي عرف بالإسم الحركي أبو بصير الهندي في الخطوط الأمامية كمصور، وقاتل لصالح الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة شمالي غرب سورية, وعمل أبو بصير الذي ترجع أصوله إلى الهند وعاش في وسط لندن كمعلم، عقب إكماله دراسة القانون وعلم النفس في الجامعة، قبل أن يغادر في وقت مبكر من عام 2014 إلى القتال في سورية حينما كان يبلغ من العمر 24 عاماً ويكشف الفيديو عن وجه المقاتل الذي بدا كثيف اللحية وإرتدى في السابق قناعاً لإخفاء هويته وحماية أسرته، كما يؤكد أيضاً على أن المقاتل البريطاني قد قتل بينما كان يقوم بتصوير معركة ضد قوات النظام السوري والجيش الروسي بالقرب من اللاذقية.
وإنضم أبو بصير في البداية إلي الكتيبة البريطانية التابعة إلى تنظيم داعش وتعرف بإسم راية التوحيد Rayat al-Tawheed، إلَّا أنه سرعان ما تحول للإنضمام إلى جبهة النصرة, وحينما تم توجيه السؤال إليه من قبل أحد طلاب الجامعة عن ما إذا كانت الشهادة بمثابة مضيعة للوقت في حال وجود رغبة بالذهاب من أجل القتال في سورية، قال المقاتل البريطاني بأنه درس شيئاً له صلة بأنظمة المحاكم، وفي حال كانت هناك رغبة في الرحيل فإنه يجب التأكد من النوايا وإستخارة الرب مع التأكد من أن الإنضمام سوف يكون لأي جماعة إسلامية أخرى بعيدة عن تنظيم داعش.
ووصف الفيديو المقاتل البريطاني البالغ من العمر 25 عاماً بالشجاع والذكي جداً و المبدع، والذي كان عضواً نشيطاً على مواقع التواصل الإجتماعي ويجيب بإنتظام عن الأسئلة حول حياته في سورية ويقوم بنشر الصور على موقع إنستغرام. وذكر أبو بصير بأنه إفتقد عائلته في المملكة المتحدة والتي لم يعد على إتصال بها وكذلك الذهاب إلى المساجد والخروج برفقة الإخوة من المساجد لتناول الوجبات السريعة والمأكولات في مختلف أنواع المطاعم, وأشار إلى أنه لا يوجد سبب أو رغبة في العودة إلى بريطانيـا مرةً أخرى.
و يُعرف أبو بصير أيضاً بإسم أبو بصير الهندي الذي يدير حساباً على موقع يوتيوب لتوثيق حياته بينما يقاتل ويعمل كأحد المصورين في ميدان المعركة لمواجهات جبهة النصرة في جسر الشغور ""Jisr al-shughour, إضافةً إلى القتال جنباً إلى جنب مع وحدة من المقاتلين التركمان والسوريين و الأوزبك, ويكشف الفيديو أيضاً عن مشاركة المقاتل البريطاني في المعارك التي دارت في سالما ""Salma وآرافييت "Arafeet" و جوراتول ما "Juratul Ma" إضافةً إلى جبال زاديا "Zadia".
وقبيل مقتله في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2015، فقد أشرف أبو بصير على عددين من مجلة رسالة جبهة النصرة الذي كان محرراً فيها، وتضمن العددين مقابلات مع عناصر جماعة جبهة النصرة من البريطانيين و الأستراليين.
وإشتهر المقاتل البريطاني بلقب الرجل الذئب وسط زملاؤه بسبب لحيته الكبيرة، وقد ظهر في مقطع فيديو ترويجي لجبهة النصرة مدته دقيقتان بعنوان لحظة في الرباط : الحراسة في سبيل الله, وتحدث بلكنة لندنية واضحة وهو يرتدي قناع مموه من أجل إخفاء هويته عن الأوضاع على الجبهة في آرافيت Arafeet، مشيراً إلى المصاعب التي يعاني منها المجاهدين حيث الأراضي الطينية وعدم وجود مراحيض لقضاء الحاجة, إلَّا أنهم جميعهم يبحثون عن الشهادة ونيل شرف الدفاع عن المسلمين.
ووصف لوكاس كيني الذي يبدو بأنه يلعب دوراً هاماً في الجناح الإعلامي لجبهة النصرة أبو بصير بالمحبوب كثيراً من قبل إخوانه في الجماعة، فضلاً عن كونه محبوب أيضاً على الإنترنت حيث تمثل مدونته وحسابه على موقع التواصل الإجتماعي تويتر مصدراً جيداً للمعلومات بالنسبة للكثيرين حول الحرب في سورية, وكان أبو بصير يصل إلى الأماكن التي يصعب فيها على الصحفي الوصول إليها، حتي إنه قام بالتصوير عند جبل التركماني عندما كانت الأعمال الوحشية الروسية في ذروتها.