لندن ـ ماريا طبراني
قررت وزيرة التعليم البريطاني نيكي مورغان، إجراء تحقيق في مزاعم حول منع النساء اليهوديات شمال العاصمة لندن من قيادة السيارات، مشيرة إلى أنَّ هذه الإدعاءات غير مقبولة تمامًا، مؤكدة أن الحكومة تأخذ الأمر على محمل الجد.وأوضحت مورغان أنَّ المدارس تقع على عاتقها مهمة ترسيخ القيم والمبادئ البريطانية والتي تشتمل على الاحترام والتسامح، مضيفة: "غير مقبول ما قام به قادة المدارس التي تدار من خلال مجموعات تمثل الطائفة الأرثوذكسية اليهودية وهي جالية كبيرة تقيم شمال لندن بتوجيه رسالة لأفراد مجتمعهم مفادها بأن هناك استياء نتيجة زيادة عدد أمهات التلاميذ اللواتي يقدن السيارات".
وأتهم أحد أعضاء طائفة بيلز هاسيديك بمحاولة تحويل المجتمع في شمال لندن إلى نموذج يحاكي للمملكة العربية السعودية بمنع السيدات من القيادة، وقال الزعماء من الطائفة اليهودية إنّ الأمهات ينبغي عليهن الابتعاد عن توصيل أبائهن إلى المدرسة لأنهن يكسرن القواعد التقليدية للحياء.
وأضاف أحد الحاخامات بأنه لا يوجد ما يدفع النساء لقيادة السيارة ومن ثم فقد تم التنويه على الأطفال ممن يأتون إلى المدرسة بواسطة أمهاتهم بأنه وممن بداية آب/ أغسطس المقبل فلن يتم السماح لهم بالدراسة ويعتقد بأنه يعد ذلك الحظر الأول من نوعه في بريطانيا.
وصرَّح جوناثان آركوش الذي انتخب حديثًا رئيسًا لمجلس النواب بأنه يعرف الإجابة في حال إذا طلب من زوجته عدم القيادة، فهو يري بأن هذا الأمر من غير الممكن أن يكون مقبولًا في أي مجتمعات يهودية أخرى.
وأكدت سفيرة بريطانيا لدى التحالف النسائي لليهود الأرثوذكس دينا براور، أن هذا الحظر ما هو إلا تمكين للرجل على المرأة، مضيفة أن ها الحظر يخالف شريعة اليهود وهو أمر مخزٍ ومثير للقلق.
وإذا كانت خطط اليهود بشأن حظر القيادة على النساء لها مؤيدون فهناك أيضًا من يعارض هذا الحظر، حيث قال أحد الأعضاء في الطائفة الأرثوذوكسية بأنه لابد في البداية تفهم الثقافة العامة قبل فرض أي حظر، ففي الثقافة اليهودية الأرثوذكسية فنقاء الأسرة هو الهدف الأسمى.
يذكر أن المملكة العربية السعودية تحظر على النساء قيادة السيارات منذ تأسيس الدولة عام 1932 وفي العام الماضي فقد عوقبت إحدى السيدات بالجلد 150 جلدة بعد خرقها للحظر المفروض والقبض عليها أثناء قيادتها لإحدى السيارات، كما قيل في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لسيدتين من نشطاء حقوق الإنسان حاولتا القيادة داخل المملكة العربية السعودية بأن ذلك سيعرضهن للملاحقة القضائية لانتهاكهن الحظر المفروض.
وتوجد أكبر جالية يهودية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبلجيكا وإستراليا، هذا وقد تسببت طائفة أخرى العام الماضي في إثارة الغضب في منطقة حينما نظمت الطائفة اليهودية الأرثوذكسية استعراضًا دينيًا ولكن طلبت فيه من الرجال والنساء بأن يسيروا على جوانب مختلفة من الطريق.